السعودية: تصفيات قبل وقف الحرب

بعد التعنت السعودي الذي طال إزاء الحرب على اليمن، بدأ موقف الرياض وفريقها اليمني بانعطافة واضحة مع القبول بالذهاب إلى المحادثات السياسية المرتقبة، بسقوف، كما يبدو، أكثر انخفاضاً من التي كانت سابقا.
أسباب عدة أدت إلى هذا التغيّر، أهمها الفشل العسكري المدوّي والضغوط الأميركية على آل سعود.
انخفض السقف العالي لدول العدوان على اليمن. فقد كانت السعودية ترفض بصورة مطلقة أي مفاوضات سياسية قبل التعهد بتنفيذ القرار الدولي 2216 بحذافيره، ثم رفضت آلية تنفيذية لبنوده تعطي صنعاء هامش مناورة، فيما كانت تصرّ على انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» بشكل كامل من المدن مع تسليم السلاح المتوسط والثقيل من دون شروط، مطالبةً بعودة «الشرعية» الى صنعاء بضمانات عربية. ولكن، فجأة انعطفت دول العداون نحو البحث عن حل، متجاوزة «حالة إنكار الواقع» نحو استدارة تكاد تثير الريبة لشدة انعطافتها. فما الذي يجري؟
هل رفعت السعودية الغطاء الأمني عن هادي؟
طريق مسدود تواجهه السعودية في محاولاتها إيجاد مخرج مشرّف لها من المستنقع اليمني، ربما تكون الكوّة الوحيدة في فتحه رفع الغطاء الأمني عن الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي. هذا على الأقل ما يسرّ به تقرير أمني سرّي سرّبته شخصية سعودية سبق أن أيّدت العدوان، بحجة أن انتفاء وجود هادي يعني بطبيعة الحال زوال أسباب العدوان.