المقاتل اليمني وراء الحدود: أساليب «تُنهك» الجيش السعودي

يوسّع المقاتلون اليمنيون دائرة النار على الجبهة الحدودية، حيث تجاوزت حرب المواقع العسكرية وصولاً إلى عقر المدن السعودية، في وقتٍ فشلت فيه كل المحاولات الرامية إلى وقف النزف اللاحق بالقوات السعودية، على مستوى العديد والعتاد.

ولا تتوقف عمليات القصف الصاروخي والضرب المدفعي التي تطاول المواقع العسكرية السعودية من قبل القوات اليمنية، وهي عمليات تتواصل على مدار الساعة ولا تستثني أياً من المواقع العسكرية التي بإمكان القوات اليمنية قصفها. يحدث ذلك بالتزامن مع عمليات قتالية متنوعة تشنّها القوات اليمنية دورياً أوصلت الجيش السعودي إلى حدّ استدعاء قوات جديدة مزوَّدة بآليات عسكرية ومدرّعات. ومن بين هذه العمليات اقتحامات تحدث يومياً تنفّذها قوات خاصة يصفها القائد الميداني في جبهة نجران، أبو زيد، بـ «النوعية». ويضيف أن هذه القوات الخاصة تتشكل من مقاتلين يتبعون «اللجان الشعبية» وآخرين من الجيش اليمني، وجميعهم مدرّبون على طرق قتالية فريدة تمزج بين طرق الجيوش النظامية وأسلوب المقاتل اليمني، مشيراً إلى قدرة المقاتل اليمني على خوض معارك الجبال وتسلّقها والاستفادة من وعورتها وتطويعها في مصلحة تقدمه الميداني. وأوضح أبو زيد أن الجيش السعودي راهن في معظم الجبهات على وعورة الجبال وارتفاعاتها الشاهقة، مستبعداً حدوث أي تقدم ميداني من خلالها.
ومن العمليات التي تنفذ يومياً، تعمد القوات اليمنية إلى نصب كمائن تؤدي إلى إعطاب العشرات من الآليات العسكرية السعودية المدرعة (دبابات وأطقم وناقلات جند وجرافات وكاسحات ألغام) والحصول عليها كغنائم، وقتل وجرح عشرات الجنود السعوديين. وتهدف هذه الكمائن إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر لدى قوات الجيش السعودي وإنهاكه، وأحياناً بهدف التغطية على عمليات اقتحامات تجري بالتزامن في مواقع أخرى.

تقدم للقوات اليمنية على مشارف مدينة نجران وعمليات نوعية في جيزان

ففي نجران مثلاً، نجح الجيش و«اللجان اليمنية» بالسيطرة على موقع الشبكة ضمن سلسلة مواقع عسكرية على جبل الشرفة الممتد في الجهة الجنوبية لمدينة نجران والمشرف مباشرةً عليها. ويفيد مصدر ميداني «الأخبار»، بأن العملية العسكرية انتهت بالسيطرة الكاملة على الموقع الاستراتيجي بعد هروب الجنود السعوديين منه، مضيفاً أن الجنود السعوديين تركوا مجموعة كبيرة من الأسلحة المتنوعة والذخائر بالإضافة إلى ثلاث دبابات كانت في الموقع، مؤكداً أنها (الدبابات) في حوزة المقاتلين اليمنيين. وخلال العملية أُعطبت آليات عسكرية وقُتل عدد من الجنود السعوديين. وقد باشر المقاتلون اليمنيون بتأمين الموقع والاستفادة منه للقيام بعمليات جديدة وتفعيل الأسلحة التي خلّفها الجنود السعوديين قبل أن يشنّ الطيران السعودي غارات على الموقع انتقاماً لهزيمة جنوده.
وفي موقع عليب العسكري السعودي، احترق عدد من الآليات العسكرية إثر استهداف المدفعية اليمنية للموقع، وواصلت القوّة الصاروخية اليمنية استهداف مواقع أخرى خلف جبلَي المخروق والشرفة في نجران، بالإضافة إلى مواقع في جبل همدان ونهوقة والمخروق.
أما في الجبهة الغربية في جيزان، فقد شهدت منطقة الطوال عدداً من العمليات النوعية استهدفت مواقع عسكرية سعودية، من بينها عمليات قنص أدت إلى مقتل عدد من الجنود السعوديين، لم يُعلَن عنه. وقد نشر «الإعلام الحربي» مقاطع تظهر بعضاً من هذه العمليات، فيما تمكّنت قوات يمنية من تفجير برج الرقابة التابع لموقع الرمضة في المنطقة نفسها.
كذلك، حققت القوة الصاروخية إصابة مباشرة في محطة الكهرباء التابعة لمنطقة البيضا في أطراف مدينة الخوبة. أما موقع المثعن العسكري السعودي الواقع خلف الحثيرة، فقد استهدفته القوة المدفعية بعدد من القذائف، وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع لإجلاء الضحايا من الجنود السعوديين الذين قُدّرت أعدادهم بالعشرات.
إلى ذلك، احترقت أربع آليات سعودية بالإضافة إلى مدرعة احترقت بنيران القوات اليمنية في الأطراف الشمالية من مدينة الربوعة في عسير.