بيان بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق الثورة اليمنية المباركة

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم،،
نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم بمناسبة حلول الذكرى الأولى لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 11 فبراير 2011م التي هزت عروش الاستبداد وزلزلت أركان الفساد، وفي هذه اللحظة الفارقة من تأريخ شعبنا وثورته المجيدة نقف في بداية المقام لنترحم على شهداء الثورة الأبرار الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من أجل إسقاط الظلم والطغيان، وندعو الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل للجرحى وفك أسر المعتقلين في سجون الجلادين والمستبدين..
يا جماهير شعبنا الأبي أيها الثوار الأحرار برغم المؤامرات الكبرى التي تحاك ضد ثورة الشعب اليمني على المستوى المحلي والدولي والإقليمي فإنكم بصمودكم في ساحات الحرية والتغيير قد حققتم الكثير من النتائج الكبيرة وقلبتم المعادلة لصالح إرادة الشعب التي لن تقهر بإذن الله تعالى..
وما وصول ما يسمى بأحزاب المشترك إلى السلطة اليوم إلا نتيجة لثورتكم وثمنا لتضحياتكم، وقد استمرت تلك الأحزاب تمارس المعارضة الخجولة دون أن تتمكن من تغيير واقعها الكسيح حتى جاءت ثورة الشباب فالتحقوا بها، ولكنهم للأسف سرعان ما التفوا عليها واتخذوا دماء الشهداء وآلام الجرحى سلما للوصول إلى نصف السلطة في مسرحية هزلية تولى إخراجها السفير الأمريكي أعادت الشراكة بين أجنحة النظام إلى سابق عهدها .
إننا إذ نحيي صمود شباب الثورة ومن خلفهم جماهير شعبنا اليمني في ساحات الاعتصام حتى تحقيق كافة أهداف الثورة نعيد التأكيد على رفضنا المطلق للمبادرة الخليجية الأمريكية التي تكرس عودة الشمولية وتعيد إنتاج نفس النظام السابق في أقبح صوره وحالاته، ونجدد رفضنا ومقاطعتنا للانتخابات الشكلية التي يراد لها أن تسحب الشرعية الثورية لحساب أحزاب الشراكة والمحاصصة بموجب انتخابات تضمن تقاسم المشترك والنظام للسلطة ضدًّا لإرادة وتطلعات شعبنا وأهداف ثورته المجيدة، ونهيب بشباب الثورة وجميع أبناء الشعب اليمني عدم المشاركة في مسرحية الانتخابات التي تفرضها الوصاية الأجنبية عبر ما يسمى بالمبادرة الخليجية،،
وفي الذكرى الأولى لثورة الشعب اليمني الخالدة نجدد العهد للشهداء الأبرار أن نسير على دربهم وألا نفرط في دمائهم، وسنظل صامدين في ساحات الثورة لن توهن عزائمنا الأيام ولن تنال من إرادتنا آلة القتل والترهيب التي تصاعدت جرائمها ضد شباب الثورة في ساحات الاعتصام خلال الشهرين الماضيين خاصة بعد توقيع المبادرة الخليجية.
لقد تحول من ادعوا حماية الثورة إلى جلادين يعتقلون الثوار ويعذبونهم ويمارسون ما عجز عن تنفيذه نطام صالح ضد المعتصمين في الساحات وليس ما تعرض له الثائر الاعلامي الحر فارس أبو بارعة قبل أيام سوى نموذج لما تخطط له الأحزاب ضد الثوار وضد كل من يخالفها في الرأي والتوجه السياسي الأمر الذي يؤكد أن ثورتنا تمر بمرحلة مفصلية وحساسة، تستلزم المزيد من اليقظة والحرص على وحدة الصف ووضوح الهدف بعيدا عن المعارك الجانبية التي تعمل بعض الأطراف على جر الثوار إليها عبر ترويج الخطاب الطائفي التكفيري ضد الناشطين والمثقفين الذين قالوا كلمة حق أمام تجاوزات أحزاب اللقاء المشترك وحلفائه القبليين والعسكريين..
ونؤكد من جديد أننا لن نتنازل أو نفرط في أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها مهما كانت التضحيات ونحذر السلطة بطرفيها من مغبة التمادي في ممارسة القمع بحق الثوار الأحرار، وبمقابل جهود شركاء النظام في إعادة إنتاج النظام الفاسد عبر المبادرة الخليجية نؤكد أننا ماضون في التصعيد الثوري حتى إسقاط النظام بكل أركانه وعناصره التي أذاقت أبناء شعبنا الويلات والحروب والقهر والفقر على مدى33 عاما من الحكم الفاسد المستبد .
ونحمل حكومة المشترك ولجانه التنظيمية والفرقة الأولى مدرع مسؤولية إثارة النعرات الطائفية في ساحات الاعتصام خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني في اليمن والمنطقة العربية والإسلامية.
وإننا إذ ندين ونرفض أعمال القمع والاعتداءات المتكررة من قبل لجان المشترك وعناصر الفرقة على شباب الثورة نؤكد تمسكنا بسلمية الثورة في إطار الهدف الواضح وهو إسقاط النظام وتحقيق حلم شعبنا في الحرية والعدالة والدولة المدنية العادلة والحرة المستقلة.
كما نجدد رفضنا واستنكارنا للتدخل الأمريكي السعودي في الشؤون اليمنية وبالقدر الذي ندين الغارات الجوية الأمريكية في عدد من المحافظات ندين ونستنكر صمت الأحزاب التي تدعي تمثيل الشعب إزاء الجرائم التي يرتكبها سلاح الجو الأمريكي بحق أبناء اليمن.
ونرفض الوصاية التي تفرضها سفارتا واشنطن والرياض على أطراف العملية السياسية داعين الثوار وكل الشرفاء والأحرار لإدانة التفريط بسيادة اليمن ودماء أبنائه من قبل السلطة الفاسدة في إطار صفقة مشبوهة ترهن استقرار البلد للخارج مقابل الوصول إلى السلطة.
وفي مناسبة ذكرى الثورة اليمنية المباركة نجدد التأكيد على أن النظام بطرفيه هو من يقوم بتسليح وتدريب ما يسمى عناصر القاعدة التي سيطرت مؤخرا على مدينة رداع في محافظة البيضاء لأهداف تتعلق بابتزاز المجتمع الدولي..
وفي الختام نجدد العهد لشهدائنا الأبرار بالمسير على درب الحرية درب الثورة والكرامة التي رسموا لنا طريقها بدمائهم الزكية وأناروا دربها بتضحياتهم الغالية،،
شباب الثورة ساحة التغيير صنعاء