رئيس المجلس السياسي للحوثيين:أنصارالله تيار شعبي واسع وليس لدينا مشكلة في أن تكون لنا علاقة مع حزب المؤتمر كأي حزب في البلد

قال رئيس المجلس السياسي لأنصارالله ومستشار الرئيس هادي أن انتشار العناصر التكفيرية خلال الفترة الماضية كان ناتجا عن إرادة ودعم من قبل بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية وكان كل جناح في النظام السابق انطلاقاً من ارتباطات خارجية واختراقات استخباراتية عالمية يقوم بدعم تلك العناصر إلى حدود معينة وفي نفس الوقت تسخيرها لخدمة أهدافه الشخصية مؤكدا أن هذه العناصر هي في الحقيقة عبارة عن صناعة استخباراتية أمريكية بكل المقاييس تسعى من خلالها إلى تشتيت جهود الأمة وإدخالها في صراعات داخلية تعمل على إضعافها وإنهاكها بما يمكن من استحكام أعدائها عليها بالإضافة لما تمثله أعمالها من تشويه لصورة الإسلام وقيمه ومبادئه اليوم وبعد ثورة 21 من سبتمبر وإزاحة أحد أبرز مراكز النفوذ التي كان يمثل الأب الروحي لهذه العناصر بالإضافة إلى التحرك الشعبي الواسع والواعي من خلال اللجان الشعبية وما أحرزته من نتائج كبيرة في التصدي لهذه العناصر وتجفيف كثير من منابعها أصبح وضع هذه العناصر أكثر ضعفاً من ذي قبل بكثير.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة الجمهورية الرسمية الصادرة اليوم تناول فيها العديد من القضايا على الساحة الوطنية وقال الصماد :إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتوقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أتى كعقد سياسي جديد صحح الانحرافات في مسار العملية السياسية ووضعها على السكة من جديد - تحركت القوى التي تضررت من هذا التغيير سواء كانت في الداخل أو الخارج في محاولة للانتقام من أبناء شعبنا اليمني العظيم - الذي وجدته مصراً على بناء دولته العادلة بعزيمة وصبر وثبات ومحاولة لإعاقة العملية السياسية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني فعملت على اللعب بالورقة الأمنية وتحريك عناصرها والسعي إلى تمكينها من بعض المحافظات والمدن والقرى في أكثر من مكان وإحداث الاختلالات الأمنية في أمانة العاصمة وغيرها عبر التفجيرات وعمليات الاغتيال لإرباك المشهد وإعاقة حركة عجلة العملية السياسية لكن هذه المحاولات بالتأكيد ستفشل ولن يكتب لها النجاح فشعبنا اليمني اليوم أكثر وعيا وإصراراً ولن يقبل بأي انحراف أو إعاقة في المضي إلى المستقبل المنشود وسيقف بقوة وحزم أمام كل هذه المؤامرات والمخططات التي ستفشل وفشلت حتى هذه اللحظة.
وحول سؤال حول مايردد عن تحالفات بين أنصارالله مع صالح ونجله قال الصماد: بالنسبة للحديث عن وجود تحالف لأنصار الله مع صالح ونجله فهو يندرج في إطار الشائعات والتضليل الإعلامي الممنهج من قبل بعض القوى التي بدأت في عزف هذه الموسيقى بعد توقيع المبادرة وبدء عملية سطوها المنظم على مؤسسات الدولة وأجهزتها باسم الثورة والثوار وكانت تريد من هذا الكلام تكميم أفواه الرافضين لمثل هذه الممارسات.
ومن المفارقات العجيبة في هذا الأمر أن هذه القوى وهي تكيل التهم لأنصار الله بالتحالف مع صالح هي في نفس الوقت من وقعت معه المبادرة الخليجية وهي من وقعت على أن يكون له نصف الحكومة السابقة وأن تتشارك معه النصف الآخر وهي من قبلت أن يظل رئيسا للمؤتمر ويمارس دوره السياسي بصورة طبيعية.
وأردف قائلاً: بالنسبة لحزب المؤتمر الشعبي كحزب له مكانته وحضوره وتأثيره على الساحة بعيدًا عن سين من الناس أو صاد نحن نؤكد بأنه ليس لدينا أي مشكلة في أن تكون لدينا علاقة إيجابية معه كأي حزب آخر في البلد.
نص المقابلة :
يثار الكثير من الجدل حول مكون أنصار الله كطرف سياسي في الساحة السياسية و خصوصاً بعد أن أصبح لاعباً أساسياً في العملية الأمنية والعسكرية، وبحكم الواقع فإن أنصار الله بعد 21 سبتمبر ليسوا أنصار الله قبل ذلك التاريخ ، كما أن أنصار الله يقولون إن الواقع لم يعد نفسه و المعادلة السياسية لم تعد ذاتها . فهل بالفعل استطاع أنصار الله أن يغيروا الواقع السياسي و الأمني في البلد..؟ تساؤلات كثيرة طرحناها وغيرها للأستاذ صالح الصماد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن أنصار الله في حوار مع صحيفة الجمهورية الذي أجابنا عن تلك التساؤلات فإلى نص الحوار..
ـ أستاذ صالح.. سعدنا كثيراً بالسماح لنا أن نأخذ قليلاً من وقتك لنناقش معك بعض الأشياء التي تشغل بال الكثيرين و تشعل اللغط هنا وهناك.. ومن هنا دعنا نبدأ معك مباشرة من موقعك الجديد و من خلال احتكاكك المباشر خلال الفترة القصيرة مع القيادة السياسية.. ما هو تقييمك للوضع الراهن في اليمن؟
بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتوقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أتى كعقد سياسي جديد صحح الانحرافات في مسار العملية السياسية ووضعها على السكة من جديد - تحركت القوى التي تضررت من هذا التغيير سواء كانت في الداخل أو الخارج في محاولة للانتقام من أبناء شعبنا اليمني العظيم - الذي وجدته مصراً على بناء دولته العادلة بعزيمة وصبر وثبات ومحاولة لإعاقة العملية السياسية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني فعملت على اللعب بالورقة الأمنية وتحريك عناصرها والسعي إلى تمكينها من بعض المحافظات والمدن والقرى في أكثر من مكان وإحداث الاختلالات الأمنية في أمانة العاصمة وغيرها عبر التفجيرات وعمليات الاغتيال لإرباك المشهد وإعاقة حركة عجلة العملية السياسية لكن هذه المحاولات بالتأكيد ستفشل ولن يكتب لها النجاح فشعبنا اليمني اليوم أكثر وعيا وإصراراً ولن يقبل بأي انحراف أو إعاقة في المضي إلى المستقبل المنشود وسيقف بقوة وحزم أمام كل هذه المؤامرات والمخططات التي ستفشل وفشلت حتى هذه اللحظة.
أعاقت مسار التنمية
ـ هل فعلاً هناك في داخل الدولة من سهل لأنصار الله دخولهم مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية كما يشاع؟
 يا أخي الكريم هذا الكلام يندرج في إطار التضليل الإعلامي المُمنهج الذي تمارسه قوى معروفة بعينها كانت تهدف من وراء هذا الكلام ممارسة الضغوط لجر المؤسسة العسكرية إلى معركة مع أبناء الشعب اليمني بغرض حماية مصالحها الحزبية والشخصية وهي بهذا الكلام تريد أيضاً الانتقاص من ثورة 21 من سبتمبر من باب أنها لم تمثل انعكاساً لإرادة شعبية شاملة فرضت واقعاً جديداً متحرراً من هذه القوى التي أعاقت مسار التنمية والبناء في البلد على مدى عقود من الزمن.
كما تسعى إلى تصوير الثورة بأنها عملت على الاستحواذ والسطو على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية واستبدال هيمنة طرف ما إلى هيمنة طرف آخر وهذا غير صحيح على الإطلاق فالثورة عملت على صيانة هذه المؤسسات والحفاظ عليها وتأمل أن يتم إعادة بنائها وتطويرها وفق مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
غطاء دولي إقليمي
هل هناك غطاء دولي إقليمي لما يقوم به أنصار الله في المحافظات؟
 أولاً ما هو حاصل هو عبارة عن تحرك شعبي وثوري واسع لكثير من أبناء المحافظات اليمنية ينطلق من حالة وعي ثوري متنام ضد قوى الظلم والفساد والإجرام ويأتي في سياق الرفض الشعبي لأعمال القتل والذبح والخطف وسياسة الحروب المفتعلة هنا وهناك وتسخير العناصر التكفيرية ومحاولة تمكينها من بعض المحافظات في ظل تقاعس من قبل بعض الجهات الرسمية عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها كل ذلك بهدف عرقلة وإعاقة تنفيذ مسار بناء الدولة اليمنية العادلة التي اختطفتها تلك القوى ردحاً من الزمن وترفض اليوم أن تتخلى عنها.
وجل ما يحصل هو أن المجتمع يتحرك للتصدي للمؤامرة الأمنية والتي تحاول إغراق بعض المحافظات في الفوضى لإرباك المشهد وقطع الطريق أمام بناء الدولة لذا فإن هذا التحرك لا يأتي في إطار مفهوم الإسقاط وإنما في إطار العمل على تحصين العملية السياسية القائمة بهدف المضي قدماً في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبالنسبة لسؤالك فإنه لا غطاء موجود إطلاقا بالعكس الغطاء يوجد على تلك القوى التي تعمل على عرقلة العملية السياسية.
وتلعب بالورقة الأمنية وأكبر شاهد استصدار عقوبات من مجلس الأمن بحق قيادات في اللجان الشعبية تخوض اليوم معركة الوطن في التصدي لما يطلقون عليه بالإرهاب والذين يأتون من وراء المحيطات والقارات بحجة مواجهته.
وعندما حققت اللجان الشعبية انتصارات على هذه العناصر استاءت تلك القوى وفي مقدمتها أمريكا التي لها الدور الأبرز في استصدار هذا القرار.
بيد الوطن
ـ هناك مخاوف أن يقع باب المندب في يد أنصار الله؟ و ما تعليقك؟
 في هذا السياق أؤكد بأن هناك حملات إعلامية مضللة بحق أنصار الله ومما تهدف إليه محاولة إثارة دول الجوار ضدهم وشائعة باب المندب واقتحام عدن والمكلا تأتي في إطار هذه الحملات.
وعلى العموم نؤكد بأن أنصار الله باعتبارهم جزءاً من هذا الشعب ملتزمون بالأطر الرسمية لسلطات الدولة وهم حريصون كل الحرص على حسن الجوار وبناء علاقات إيجابية مع كل دول المنطقة قائمة على احترام سيادة الأوطان واستقلالية قراراتها ولن يكونوا في يوم من الأيام أداة بيد أحد وإنما أداة بيد الوطن ومصلحته وكل ما يخدم بناءه وازدهاره وتقدمه ورفعته.
ـ ما علاقة أنصار الله بإيران؟ وهل هناك دعم لوجستي إيراني كما يقال؟
علاقتنا بإيران هي نفسها علاقتنا بمصر والأردن والمملكة وعمان والإمارات وبقية دول المنطقة، وبالنسبة لسؤالك عن الدعم الإيراني فإنه يتم الترويج له منذ الحرب الأولى لأهداف معينة كان يسعى إلى تحقيقها النظام السابق كإثارة الخوف لدى بعض دول الجوار من أجل الاسترزاق والحصول على الدعم المادي والغطاء الإقليمي والدولي في حروبه الظالمة وعلى الرغم من ذلك منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يتم تقديم أدنى دليل على ذلك.
القضية الجنوبية
ـ كيف تنظرون للقضية الجنوبية ورؤيتكم لحلها؟     
نحن نعتبر القضية الجنوبية القضية الأبرز والأهم على الإطلاق وموقف أنصار الله تجاه هذه القضية المحورية معروف لدى الجميع ، والسيد حفظه الله دعا في أحد خطاباته الأخيرة قيادات الجنوب في الخارج إلى العودة للقعود مع الداخل بهدف التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية وأي حل تحت العدل أو فوقه فهو ظلم.
كما أن أحد المقررات الهامة التي خرج بها اللقاء الموسع لوجاهات وحكماء وعقلاء اليمن تشكيل لجنة تعنى بالتشاور مع كافة فصائل الحراك الجنوبي للتوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية.
وبالتالي فإن أنصار الله سيدعمون الحل الذي سيتم التوصل إليه مع أبناء الشارع الجنوبي بكل فصائله ولن يكونوا مع أي حل غير عادل ينال من القضية الجنوبية ومن أصحابها ولا يكون انعكاساً صادقاً لها ولأهلها.
المعالجة الحقيقية
 - اليمن تعيش ظروف اقتصادية صعبة.. هل ترون أنكم معنيون بالمساهمة في معالجة ذلك الملف؟
 بالتأكيد إن هذا الملف يعني كل يمني حر وشريف وليس أنصار الله فحسب كما أنه لا يمكن أن تأتي معالجته بعيداً عن مؤسسات الدولة وأجهزتها التي تدير شئون البلد كما لا يمكن أيضاً أن تأتي منفصلة عن معالجة بقية الجوانب وفي مقدمتها الجانب الأمني والسياسي.
وعليه فإن المعالجة في الحقيقة تبدأ ببناء الدولة العادلة والمؤسسية وتفعيل الدور الرقابي والمحاسبي المؤسسي والرسمي بصورة سليمة ودقيقة على أن يترافق مع البدء في ذلك العمل على محاربة الفساد وتجفيف منابعه بصورة فعالة وناجعة.
وهذا بالتأكيد يتطلب إرادة شعبية صلبة وعزيمة وإصراراً    ولن يتم في يوم أو يومين ولكن يمكن الوصول إليه في وقت قياسي مع استمرار التصميم الشعبي الكبير الذي نراه اليوم على تحقيق كامل أهداف ثورة 21 من سبتمبر يتطلب دعماً شعبياً واسعاً للعملية السياسية وإنجاح المرحلة الانتقالية أو بالأصح التأسيسية التي يمر بها البلد اليوم المعنية في الدرجة الأولى ببناء دولة اليمن الجديد وفق مضامين مخرجات مؤتمر الحوار ومسار اتفاق السلم والشراكة الوطنية وأن يترافق مع ذلك يقظة شعبية مستمرة وتحرك مجتمعي فعال بغرض حراسة هذا المسار من أي انحراف أو التفاف أو تباطؤ أو مماطلة والتصدي لأي مؤامرات أمنية أو اقتصادية أو غيرها إلى حين قيام مؤسسات دولة اليمن الجديد بانتخابات حرة ونزيهة.    
غطاء سياسي وأمني
ـ ما حقيقة قوة داعش في اليمن وما مصدرها؟
نفوذ العناصر التكفيرية في البلد هو ضعيف في الأصل وظهورها وانتشارها في بعض المناطق خلال الفترة الماضية كان ناتجاً عن إرادة ودعم من قبل بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية وكان كل جناح في النظام السابق انطلاقاً من ارتباطات خارجية واختراقات استخباراتية عالمية يقوم بدعم تلك العناصر إلى حدود معينة وفي نفس الوقت تسخيرها لخدمة أهدافه الشخصية سواء كانت للاسترزاق أو الانتقام كما كان البعض يتعاطف معها من منطلقات عقائدية كذلك كانت تلك الأجنحة وما يزال البعض منها توفر الغطاء السياسي والأمني لها.
وفي العموم هذه العناصر هي في الحقيقة عبارة عن صناعة استخباراتية أمريكية بكل المقاييس تسعى من خلالها إلى تشتيت جهود الأمة وإدخالها في صراعات داخلية تعمل على إضعافها وإنهاكها بما يمكن من استحكام أعدائها عليها بالإضافة لما تمثله أعمالها من تشويه لصورة الإسلام وقيمه ومبادئه اليوم وبعد ثورة 21 من سبتمبر وإزاحة أحد أبرز مراكز النفوذ التي كان يمثل الأب الروحي لهذه العناصر بالإضافة إلى التحرك الشعبي الواسع والواعي من خلال اللجان الشعبية وما أحرزته من نتائج كبيرة في التصدي لهذه العناصر وتجفيف كثير من منابعها أصبح وضع هذه العناصر أكثر ضعفاً من ذي قبل بكثير.
ـ وهل من وجهة نظركم أن برنامج الحكومة الجديدة سيلبي مطالب اتفاق السلم والشراكة؟
أعتقد أن برنامج الحكومة سيكون مبنياً على اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني ولا يمكن لهم أن يحيدوا عن هذا البرنامج.
ـ وهل هناك فترة زمنية لهذه الحكومة؟
لديها مهام صعبة جداً من ضمنها السجل الانتخابي وتعديله و السجل الإلكتروني كذلك إكمال صياغة الدستور والاستفتاء على الدستور وإذا استطاعت أنجاز هذه المهام فيمكن تحديد الوقت الذي يمكن أن يصلوا الناس فيه إلى مرحلة الانتخابات .
حلفاء أنصار الله
ـ اسمح لنا نسألك في الشأن الداخلي لأنصار الله.. نسمع كثيراً مصطلح الحوثي وحلفاؤه من هم حلفاء أنصار الله؟ و هل صحيح أنكم متحالفون مع صالح ونجله؟
حلفاء أنصار الله هي تلك الأحزاب والقوى والتكتلات الثورية والشعبية التي شاركت أنصار الله ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
وبالنسبة للحديث عن وجود تحالف لأنصار الله مع صالح ونجله فهو يندرج في إطار الشائعات والتضليل الإعلامي الممنهج من قبل بعض القوى التي بدأت في عزف هذه الموسيقى بعد توقيع المبادرة وبدء عملية سطوها المنظم على مؤسسات الدولة وأجهزتها باسم الثورة والثوار وكانت تريد من هذا الكلام تكميم أفواه الرافضين لمثل هذه الممارسات.
ومن المفارقات العجيبة في هذا الأمر أن هذه القوى وهي تكيل التهم لأنصار الله بالتحالف مع صالح هي في نفس الوقت من وقعت معه المبادرة الخليجية وهي من وقعت على أن يكون له نصف الحكومة السابقة وأن تتشارك معه النصف الآخر وهي من قبلت أن يظل رئيسا للمؤتمر ويمارس دوره السياسي بصورة طبيعية.
وعلى العموم بالنسبة لحزب المؤتمر الشعبي كحزب له مكانته وحضوره وتأثيره على الساحة بعيدًا عن سين من الناس أو صاد نحن نؤكد بأنه ليس لدينا أي مشكلة في أن تكون لدينا علاقة إيجابية معه كأي حزب آخر في البلد.
تيار شعبي
 ـ هل أنصار الله اليوم مكون سياسي أم عسكري أم مكون سياسي عسكري؟ أم كيف نصنفه في المشهد السياسي؟
أنصار الله تيار شعبي واسع له رؤيته السياسية التي يعبر عنها بوضوح عبر مؤسسة المجلس السياسي ناهيك عن خطابات سماحة السيد عبدالملك حفظه الله الشاملة، وأشير في هذا الخصوص إلى أن أنصار الله قدموا برنامجا سياسياً متكاملاً عبر رؤاهم في مؤتمر الحوار الوطني في مختلف الجوانب سواءً في بناء الدولة أو الحكم الرشيد أو التنمية أو الحقوق والحريات.
ـ لمن القول الفصل في القضايا السياسية والعسكرية هل للمكتب السياسي أم للسيد عبدالملك ؟
نحن في أنصار الله جميعًا ننطلق من واقع الشعور بالمسئولية وبالنسبة للقضايا العسكرية فنحن لم نكن يومًا معتدين وكل الحروب التي دخلنا فيها فرضت علينا فرضاً وكنا فيها من منطلق الدفاع عن النفس فلذلك يكون القرار فيها أمراً مفروغاً عنه وحتمياً يتطلب من الجميع التحرك مستمدين العون من الله ومستبصرين بتوجيهات السيد.
وبالنسبة للعمل السياسي فالمكتب السياسي بالتشاور مع السيد هو المعني بوضع الرؤية السياسية أمام الأحداث والمستجدات.
كلمة أخيرة؟
أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على تساؤلاتكم وأدعو جميع أبناء شعبنا اليمني إلى نبذ الصراعات والنزاعات والنزوات الضيقة والتوجه بروح الفريق الواحد إلى العمل لبناء اليمن الجديد الذي لن يبنى إلا بجهود جميع أبنائه وأن نعتبر بغيرنا قبل أن نكون عبرة لغيرنا فننظر كيف وصل حال كثير من البلدان التي لم تحكم صوت العقل والمنطق، وشعبنا إلى الآن نستطيع أن نقول إنه بمنجزاته انتصر ولكن الحفاظ على هذه المنجزات الوطنية أشد من اكتسابها،
وأسأل الله أن يجنب شعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية الشرور والفتن والصراعات وأن يوفقنا لما فيه مصلحة شعبنا وأمتنا.
كما أدعو جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إلى تحري الصدق واستشعار المسؤولية في نشر ثقافة التسامح والإخاء بدلاً من الدق على وتر العصبية والطائفية والمناطقية فاليمن لا يتحمل المزيد من الصراعات سواءً الإعلامية منها أو الأمنية أو السياسية والكل مسئولون أمام الله وأمام الأجيال والتاريخ عن مواقفهم.
وأهم ما يمكن طرحه الآن هو أن يتكاتف الجميع لإخراج اليمن إلى بر الأمان وأن تتحمل جميع المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة مسئوليتها في لم الشمل ونبذ الكراهية والتطرف والعنصرية والمناطقية وأن يسعوا جميعاً إلى التوحد والإخاء وبث روح التسامح بين أبناء الشعب اليمني لنستطيع الخروج جميعاً إلى ما فيه مصلحة البلاد.