الأسد يؤدي اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة

أدى الرئيس السوري بشار الأسد القسم الدستوري لولاية رئاسية جديدة مدتها 7 سنوات، وذلك في قصر الشعب في العاصمة دمشق، وسط حضور رسمي وشعبي كبير.وألقى الأسد بعد أدائه اليمين الدستورية خطاباً، تناول فيه ملامح المرحلة المقبلة في ولايته الرئاسية، في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وقال الأسد في خطابه "بعد 3 سنوات و4 أشهر أراد الشعب ونفذ.. وتحدى كل أشكال الهيمنة والعدوان بحمل السلاح، أو بقول كلمة الحق"..

معتبراً أن "المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الثالث من حزيران/يونيو "كانت استفتاء في وجه الإرهاب وأسقطت مشاريع الدول الكبرى والقيادات المنقادة".

وانتقد الأسد الشعارات التي طرحت في بداية الأزمة السورية، متوجهاً للسوريين بالقول "فشلوا بإقناعكم أنهم الحريصون على مصالح الشعب وحقوقه، وفشلوا بإشعاركم أنكم بحاجة لأوصياء عليكم لإدارة أموركم وشؤون بلادكم، وفشلوا أخيراً ونهائياً بأن يغسلوا أدمغتكم أو أن يكسروا إرادتكم"، معتبراً أن السوريين "أفشلوا مخططات الخارج والعملاء".

الأسد اعتبر في خطابه أن "الحرب التي تخاض ضد الشعب السوري هي حرب قذرة"، وأن انتصار الشعب السوري على هذه الحرب لم يكن ليتحقق لولا الجراح التي قدمها، مؤكداً أن "المستقبل ملك للشعب ولا غيره، وأن سوريا ما زالت قادرة على الصمود والبناء".

وأكد الرئيس الأسد على انتهاج مبدأ المصالحات المحلية التي "تقطع الطريق على المخططات الخارجية"، معتبراً أن "من عاد إلى الطريق الصحيح سامحته الدولة فعاد وقاتل إلى جانب الجيش"، وشدد على عدم الحوار مع من أسماهم "القوى العميلة" على أساس أنها سورية، بل كممثلة للدول التي تتبع لها، وفي هذا السياق شن هجوماً على جماعة الإخوان المسلمين مطلقاً عليهم اسم "الشياطين". وشدد الأسد على محاربة الإرهاب بالقول "لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سوريا". واعتبر الأسد أن هناك "مخططاً كبيراً في المنطقة لن يقف عند حدود سوريا"، وأن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمناً غالياً".وانتقد بعض الدول الإقليمية التي لها دول فاعل في الأزمة السورية، قائلاً "نحن لا نحب العنتريات ولا البندريات التي تعني الانبطاح والعمالة"، منتقداً موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من سوريا، حيث قال إن "أردوغان لا يجرؤ على تمني الصلاة في المسجد الأقصى كما فعل في تمنيه الصلاة في المسجد الأموي".

فلسطين تبقى القضية المركزية.. والشكر لكل من وقف مع سوريا

الأسد ربط ما يجري من عدوان على غزة بما جرى في سوريا
الرئيس الأسد ربط ما يجري من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة بما يحدث في سوريا قائلاً "ما يجري اليوم في غزة ليس حدثاً منفصلاً أو آنياً، فمنذ احتلال فلسطين وصولاً إلى غزو العراق وتقسيم السودان.. هو سلسلة متكاملة، مخططها إسرائيل والغرب لكن منفذها كان دائماً دول القمع والاستبداد والتخلف"، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية استناداً للمبادئ واستناداً للواقع وما يفرضه من ترابط بين ما يحصل في سوريا وفلسطين.. وهذا يتطلب منا أن نميز تماماً بين الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علينا الوقوف إلى جانبه، وبين بعض ناكري الجميل منه.. بين المقاومين الحقيقيين الذي علينا دعمهم، والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة حسب مصالحهم لتحسين صورتهم أو تثبيت سلطتهم".
وأكد الرئيس الأسد في خطابه على تخليص مدينة الرقة (شمال شرق سوريا) من الإرهاب، وأنه لن يهدأ للسوريين بال حتى تعود حلب آمنة مطمئنة، كما توجه بالشكر إلى "الأوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية الأبطال الذين خاضوا المعارك المشرفة مع الجيش (السوري)"، وأيضاً إلى إيران وروسيا والصين في احترام قرار الشعب السوري، وموجهاً التحية الأكبر "للشعب السوري الذي كان احتضانه لأبنائه العسكريين، حاضنة لإنجازاتهم وأساساً لانتصاراتهم"، قائلاً "معكم ستبقى سوريا شامخة عصية على الغرباء".

إعادة الإعمار ومحاربة الفساد.. عنوان المرحلة المقبلة

وقال الرئيس الأسد إن الفساد يشكل التحدي الأكبر لأي مجتمع أو دولة، وأن مكافحته تأتي عبر الحساب والإصلاح الإداري وتطوير مناهج التعليم والمؤسسات الدينية التعليمية، معتبراً أن "مكافحة الفساد هي أولويتنا في المرحلة القادمة في مؤسسات الدولة والمجتمع ككل".
وقال الرئيس السوري إن "الضرر الأكبر الذي أصاب الاقتصاد هو في تدمير البنى المادية الحيوية لنمو الاقتصاد واستمراره".. مؤكداً أن "إعادة الإعمار هي عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة"، وأن "ورش إعادة الإعمار ستبدأ على الأرض مطلع العام المقبل أو نهاية العام الجاري".