مبعوث ملكي خاص لليمن : يقدم مبادرة سعودية للمصالحة بين "هادي" و"صالح" واللواء الاحمر

- مبعوث خاص من الملك عبد الله وصل صنعاء بمبادرة مصالحة تضغط الرياض على الرئيس هادي للموافقة على إنجازها مع الرئيس السابق برعاية شخصية من الملك

أجرى مبعوث خاص أرسله الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، محادثات، في العاصمة صنعاء، مع رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ضمن مهمة يسعى فيها الملك السعودي إلى "إجراء مصالحة" بين "هادي" و"صالح".

وقالت المعلومات إن مبعوثا خاصا من الملك السعودي وصل، مساء السبت الماضي، إلى العاصمة صنعاء، والتقى الرئيس هادي، ثم علي عبد الله صالح، وبعض القيادات، يعتقد أن بينها اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع.

وبحسب المصادر، فإن السفير السعودي السابق لدى صنعاء علي بن محمد الحمدان، والذي يتولى ملف اليمن في الخارجية السعودية، التقى الرجلين لكن هادي اتهم نجل الرئيس السابق بإمداد الحوثيين بالأسلحة، كما اتهم صالــح بدعم الأعمال التي تؤدي إلى تقويــض العمليــة السياسيــة.

وذكرت المعلومات أن المبعوث السعودي "حمل بعض المقترحات لإنجاز مصالحة بين الرئيس هادي وعلي عبد الله صالح، ضمن مصالحة وطنية شاملة"، و"عبر عن قلق الملك عبد الله من تدهور الأوضاع في اليمن".

وقال لـ "الشارع" مصدر سياسي مطلع إن "مبعوث الملك السعودي جاء إلى صنعاء بمبادرة من الملك عبد الله للمصالحة بين هادي وصالح"، مشيراً إلى أن الرياض "تضغط على الرئيس هادي من أجل المصالحة بينه وبين صالح".

وأضاف المصدر: "يبدو أن هذه المبادرة السعودية جاءت بعد زيارة الرئيس هادي الأخيرة للمملكة ولقائه، في مدينة جدة، بالملك عبد الله، حيث تقول المعلومات إن الملك عبد الله طرح للرئيس هادي، في لقائه الأخير به، ضرورة المصالحة مع صالح، وطرح الرئيس هادي للملك عبد الله مجموعة نقاط اتهم فيها صالح بالوقوف خلف تنفيذ أعمال فوضى في اليمن، ودعم جماعة الحوثي في حرب عمران، ويبدو أن السعوديين تواصلوا مع صالح والملك أرسل مبعوثه هذا بمبادرة مصالحة".

وتابع: "تقول السعودية إنه لا بد من تصالح هادي وصالح، وإعادة لحمة المؤتمر الشعبي العام؛ كونه حزبا وسطيا قريبا للمملكة، خلافاً للأحزاب والجماعات الدينية والسياسية الأخرى التي دخلت السعودية في عداء مع بعضها، ولا تثق في البعض الآخر".

وقال المصدر: "لقاء مبعوث الملك عبد الله باللواء علي محسن الأحمر لم يتأكد بعد، والمؤكد أن هذا المبعوث التقى بالرئيس هادي وصالح وشخصيات أخرى، وسيعود إلى الملك برؤية وموقف الطرفين من مبادرته الخاصة بالمصالحة بينهما".

وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مبعوث الملك عبد الله التقى بالرئيس هادي، وعرض عليه مبادرة المصالحة السعودية بينه وبين علي عبد الله صالح، الذي التقاه المبعوث، واستمع من الجانبين عن قضايا الخلاف بينهما، ويبدو أن السعودية ستعمل على حل قضايا الخلاف هذه بين الرجلين برعاية الملك عبد الله.

وقال المصدر: "أدركت السعودية الخطر الذي قد يلحقها جراء انهيار الدولة في اليمن، لاسيما بعد الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم القاعدة، مؤخراً، على منفذ الوديعة الحدودي، وتمكنوا من اقتحامه والتوغل إلى داخل الأراضي السعودية حتى وصلوا إلى شرورة واقتحموا مقراً أمنياً فيها، واستعادت السلطات السعودية السيطرة عليه بعد اشتباكات سقط فيها عدد من جنودها بين قتيل وجريح".

وأضاف: "لهذا ترى السعودية أنه لا بد من تصالح الرئيس هادي وعلي عبد الله صالح، والمبعوث الخاص للملك قدم لهما مبادرة المصالحة، ويبدو أن الرئيس هادي في مأزق، فهو لا يريد عقد مصالحة بينه وبين صالح؛ إلا أنه لا يستطيع رفض مبادرة الملك عبد الله؛ لأن السعودية وحدها التي تستطيع تقديم مساعدات مالية لهم لإنقاذ اليمن من الانهيار".

وتابع: "في الزيارة الأخيرة، التي قام بها الرئيس هادي إلى السعودية، وافق الملك عبد الله على تقديم احتياجات اليمن من المشتقات النفطية لمدة ستة أشهر، بمبلغ يصل إلى 4 مليارات و800 مليون دولار، وحتى الآن (أمس) لم تبدأ السفن في إيصال هذه المساعدات النفطية الكبيرة السعودية إلى اليمن. ويبدو أن السعوديين تعمدوا تأخيرها من أجل معرفة موقف الرئيس هادي من مبادرة المصالحة بين وبين صالح".

واستطرد المصدر: "علاقة الرئيس السابق، صالح، مازالت قوية مع السعودية، وعند اشتداد الأزمة الأخيرة بينه وبين الرئيس هادي حول جامع الصالح، تدخلت الرياض وطلبت من الرئيس هادي إنهاء المشكلة، وهو الأمر الذي أدى إلى إنهاء حصار جنود الحماية الرئاسية، بشكل مفاجئ، لجامع الصالح، وإنهاء الأزمة حوله".

وقالت وكالة "خبر"، التابعة لعلي عبد الله صالح، إن مبعوث الملك عبد الله وصل إلى صنعاء "بشكل عاجل على ضوء التداعيات الأخيرة التي تشهدها اليمن".

ونقلت الوكالة، أمس، عن صحيفة "الميثاق"، الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام، والتي تدين بالولاء للرئيس السابق، قولها إن "المبعوث الخاص للملك عبد الله التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، ثم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبعض القيادات السياسية في اليمن".

وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن "مبعوث خادم الحرمين الشريفين حمل بعض المقترحات، وعبر عن قلق خادم الحرمين الشريفين من تدهور الأوضاع في اليمن، ودعا إلى مصالحة وطنية شاملة تحفظ أمن اليمن ووحدته واستقراره. وقال إن المملكة العربية السعودية قلقة مما جرى ويجري من قتال في مناطق مختلفة من اليمن، وبالذات على مقربة من العاصمة صنعاء وفي محافظة عمران".

وأضافت الصحيفة: "السعودية ستقوم بدور مهم وبناء خلال الأيام القادمة بهذا الشأن، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصياً".

وفيما أفادت "الميثاق" بأن "هناك مبادرات بهذا الخصوص ويتم مناقشتها من قبل العديد من الأوساط ولدى مختلف القوى والقيادات اليمنية، وتعمل السعودية على بلورتها وإخراجها إلى حيز الواقع"؛ توقعت، نقلاً عن مصادرها، أن "تشهد أواخر شهر رمضان المبارك تطوراً مهماً في هذا السياق".

وإحدى نقاط الخلاف بين "هادي" و"صالح" تمسك الأخير بموقعه كرئيس للمؤتمر الشعبي العام، وهو الموقع الذي لم يتمكن الرئيس هادي من إجباره على تركه لصالحه، رغم استخدامه عدداً من السفراء للضغط على "صالح" لترك هذا الموقع. ويشغل "هادي" موقع النائب الأول وأمين عام حزب المؤتمر.