مقتل زعيم طالبان باكستان: الخارجية تستدعي السفير الأمريكي للاحتجاج على الغارة الجوية

استدعت الحكومة الباكستانية السفير الأمريكي لدى إسلام آباد للاحتجاج على الغارة الجوية التي نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية، وأدت إلى مقتل زعيم طالبان في باكستان، حكيم الله محسود.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية الجمعة أن الضربة "أتت بنتائج عكسية لجهود باكستان من أجل جلب السلام والاستقرار إلى البلد والمنطقة".
وتزعم محسود تنظيم طالبان في باكستان وهي جماعة متمردة مسؤولة عن قطع رؤوس جنود باكستانيين وقتل آلاف من المدنيين جراء تفجيرات انتحارية.
وقام التنظيم بمحاولة فاشلة لتفجير ميدان تايمز في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة.
وفي السياق، قال وزير الداخلية الباكستاني إن مقتل محسود قضى على عملية السلام الوليدة التي انطلقت في باكستان.
وأضاف شودري نصار علي خان "لا يتعلق الأمر بقتل شخص واحد ولكن بالقضاء على جهود السلام".
ووضعت قوات الأمن الباكستانية في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات انتقامية تنفذها طالبان.
ويأتي مقتل محسود قبل يوم واحد من سفر وفد حكومي إلى منطقة شمال وزيرستان من أجل لقاء محسود.
حوار
وتعهد رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، بمحاورة طالبان في محاولة لإنهاء حملة العنف التي تشنها والتي خلفت آلاف القتلى جراء التفجيرات وإطلاق النار.
ونفذ مسلحون في الماضي هجمات انتقامية بعد مقتل قادة آخرين في حركة طالبان.
وقتل محسود إلى جانب أربعة آخرين بمن فيهم حارسان شخصيان كانا يرافقانه عندما ضربت أربعة صواريخ السيارة التي كانوا يستقلونها في منطقة شمال غربي وزيرستان، حسب قيادي رفيع في حركة طالبان في اتصال مع بي بي سي.
وقالت وسائل إعلام باكستانية إن محسود دفن في مكان غير معروف بالمنطقة القبلية لشمال وزيرستان.
واجتمع المجلس الحاكم لطالبان لاختيار قائد جديد للحركة.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن القائد المحلي لطالبان، خان سعيد ساجنا، اختير لتولي قيادة الحركة.
وقتل القائد السابق لطالبان، بيت الله محسود، وهو مؤسس الحركة، في عام 2009 جراء ضربة جوية نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية وخلفه حكيم الله محسود على رأس الحركة.
إدانة
وأدانت الحكومة الباكستانية بشدة الهجوم الجوي الذي نفذته طائرة بدون طيار أمريكية، معتبرة إياه انتهاكا لسيادة باكستان.
وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تقود إلى قتل محسود أو القبض عليه.
وبرز اسم حكيم الله محسود في عام 2007 تحت قيادة زعيم طالبان آنذاك بيت الله محسود عندما قبضت الحركة على 300 جندي باكستاني، ما عزز موقعه في قيادة الحركة.
ويقول مراسل بي بي سي في إسلام آباد، جيمس روبينز، إن مهما كان الضعف الذي حل بطالبان بسبب مقتل محسود، فإن الحركة ستواصل القتال تحت إمرة قائد جديد.
وكان محسود قال لبي بي سي في مقابلة نادرة معها قبل أسبوعين إن الحركة مستعدة لإجراء "مباحثات جدية" مع الحكومة لكنه أضاف آنذاك أن الحكومة لم تكن قد اتصلت به بعد.
ونفى محسود أن يكون نفذ هجمات مميتة استهدفت أماكن عامة، قائلا إن أهدافه تتمثل في "أمريكا وأصدقائها".