احتشاد السلفيون لقتال الحوثي بقيادة حسين الاحمر وفتوى الحجوري تنذر بحرب مذهبية مرتقبة في اليمن

الحوثي:
- مليشيات "آل الأحمر" والسلفيين التكفيريين تتوافد إلى "كتاف" والسعودية تدعمهم بـ5 سيارات إسعاف وطقمين
- هناك تواطؤ من قبل بعض القيادات العسكرية المحسوبة على الإصلاح التي فتحت مخازن أسلحة معسكرات الدولة لصالح الجماعات التكفيرية
موقع جنوبي:
- جمعيات دينية شمالية بدأت منذ أيام حملة واسعة لتجنيد مئات الشباب من الجنوب ودفعهم للقتال ضد الحوثي
- عناصر هذه الجمعيات الدينية يقيمون بأحد فنادق المنصورة ويسلمون كل شاب 20 ألف ريال ثم ينقلونهم بحافلات إلى صعدة
المشرف العام على شبكة العلوم السلفية:
- نحن محاصرون في "دماج" منذ أكثر من 20 يوما والحوثيون يقصفون المنطقة بالكاتيوشا والدبابات دون رحمة
- في الثامن من ذي الحجة أفتى الشيخ الحجوري بالجهاد ضد الحوثيين وقتل وأسر زعمائهم في عموم المحافظات
- بسبب الفتوى تحرك أهل السنة من جميع أنحاء اليمن لقتال الحوثيين سيبدأ قريباً
 
هاني الجنيد:
يحتشد السلفيون من عموم محافظات الجمهورية هذه الأيام في منطقة "كتاف"، الواقعة في محافظة صعدة، وفي مناطق داخل قبيلة "حاشد"، في محافظة عمران، استعداداً لخوض حرب "جهادية" ضد جماعة الحوثي، على ذمة التوتر الحاصل في منطقة دماج.
وقال لـ "الشارع" المشرف العام على شبكة العلوم السلفية، خالد الغرباني، إن مئات المقاتلين السلفيين وصلوا، خلال الأيام الماضية، إلى "كتاف" و"حاشد"، "قادمين من محافظات الجمهورية، لمحاربة الحوثيين هناك".
وفيما أكد الغرباني أن "الهجوم على الحوثيين سيبدأ خلال الأيام القادمة"؛ أوضح أن "المقاتلين السلفيين مصرّون على محاربة الحوثيين من خلال جبهتين، كتاف وحاشد، للدفاع عن شيوخهم وأمهاتهم وأطفالهم الذين يقتلون بأيدي الحوثيين في دماج".
ورداً على ما يقوله الحوثيون من أن السلفيين لم يوقفوا إطلاق النار في "دماج"، قال الغرباني: "نحن محاصرون في دماج منذ أكثر من عشرين يوما، والحوثيون يقصفون المنطقة بالكاتيوشا والدبابات دون رحمة، ونحن من واجبنا أن ندافع عن نسائنا وأطفالنا، كوننا محاصرين".
وأفاد بأنه "على ضوء هذا الحصار، الذي يفرضه الحوثيون على دماج، أفتى الشيخ يحيى الحجوري، في الثامن من ذي الحجة، بالجهاد ضد الحوثيين، وقتل وأسر زعماء الحوثيين في عموم محافظات اليمن".
وأضاف الغرباني: "على أساس هذه الفتوى التي أطلقها الشيخ الحجوري، تحرك أهل السنة من جميع أنحاء اليمن إلى جبهة كتاف في صعدة، وحاشد في عمران، وعما قريب سيبدأ القتال ضد الحوثيين".
وإذ أكد الغرباني أن "عشرات القتلى والجرحى من النساء والأطفال والرجال سقطوا في دماج خلال العشرين يوما الماضية"؛ أفاد بأنه "تم نقل الجرحى للعلاج في صنعاء عبر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي".
وأفاد الغرباني بأن ما بين باصين إلى أربعة باصات تصل يومياً إلى "كتاف" محملة بالمسلحين السلفيين، ومثلهم يصلون إلى "حاشد".
من جانبه، نفى مصدر في المكتب الإعلامي للحوثي أن تكون جماعته قد قصفت منطقة "دماج"، أو فرضت حصاراً عليها، وقال إن "السلفيين هم من رفضوا تنفيذ الاتفاق الرئاسي الموقع من قبل الطرفين".
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "سلفيي دماج هم من يقومون بقصف المناطق فيها، وحولها، بمدافع الهاون، ومدافع الـ(B10)، وقذائف الـ(آ ربي جي)، ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ويرفضون فتح الطرقات وإنهاء أعمال التقطع والسلب بحق المواطنين هناك".
وأضاف: "هناك عناصر أجنبية تكفيرية أتت إلى دماج لإثارة الفتنه ولتنفيذ أجندة خارجية في اليمن، وهذا يندرج ضمن المشروع الأمريكي في المنطقة".
وتابع: "ما حصل في مصر وليبيا وما يجري اليوم في سوريا والعراق، هو خير دليل على أن من يحرك ورقة الفتنة الطائفية في اليمن هي الاستخبارات الأمريكية؛ لأنها المستفيد الوحيد من ضرب النسيج الاجتماعي اليمني وإغراق أبناء الشعب في متاهات وصراعات جانبية، ليخلو لها الجو لإقامة قواعدها ومخططاتها".
وبخصوص ما يجري في "كتاف" و"حوث" و"دنان" (تقع المنطقتان الأخيرتان في حاشد)، قال المصدر إن "الشيخ حسين الأحمر والشيخ عثمان مجلي لهما ارتباطات مشبوهة ولهما علاقات باستخبارات أجنبية، وهما يريدان تنفيذ أجندة خارجية في اليمن".
وفيما أفاد المصدر بأن الشيخ عثمان مجلي "يقوم بحشد التكفيريين الأجانب" إلى منطقة "كتاف" في صعدة؛ أوضح أن "منزل الشيخ عبد الله الاحمر، في منطقة ريسان بعمران بات مأوى للتكفيريين الأجانب الذين يحشدهم حسين الأحمر إليه كل يوم".
وذكر المصدر أن هناك "تواطؤ من قبل بعض القيادات العسكرية المحسوبين على جناح تجمع الإصلاح والسلفيين". وقال إن هذه القيادات تعمل في "تسخير مخازن أسلحة المعسكرات التابعة للدولة لصالح هذه الجماعات التكفيرية كي تمارس القتل والعدوان على أبناء الشعب اليمني في المحافظات الشمالية".
وأشار المصدر إلى أن "النقطة العسكرية المتواجدة في عجمر، بمنطقة حوث، باتت مكاناً للتقطع وسلب المسافرين واحتجازهم من قبل العناصر التكفيرية التي تقوم بهذه الأعمال وتحت حماية الجيش".
واعتبر المصدر أن "تحرك السلفيين والمشايخ"، ومن أسماهم بـ "قادة الحروب"، لـ "إعلان الحرب في هذا الوقت له خلفية سياسية غرضه إرباك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
وأمس، قال موقع "أنصار الله"، التابع لجماعة الحوثي، إن عددا ممن أسماهم "المسوخ التكفيريين" وصلوا إلى "جبهة كتاف" قادمين "من بعض المحافظات التي قد وصلت سموم الفكر التكفيري إليها". وأشار الموقع إلى أن تدفق هؤلاء المسلحين جاء "بعد الدعوة التي وجهها شيخ الفتنه الحجوري، الأسبوع قبل الماضي". وقال الموقع إن "مليشيات آل الأحمر والسلفيين التكفيريين يتوافدون إلى منطقة كتاف".
وفيما اتهم الموقع المملكة العربية السعودية بدعم حشد السلفيين إلى "كتاف" و"حاشد"؛ قال إن السعودية "تدعم توجه السلفيين في اليمن لإثبات وجودها"، وأنها سلمت هؤلاء المقاتلين "خمس سيارات إسعاف"، "إضافة إلى طقمين كانوا قد حصلوا عليها قبل أمس من ذات المنفذ كدعم من الحكومة السعودية تشجيعا لهم على حرب أبناء صعدة".
والجمعة الماضي، قال الموقع ذاته إن رجل الدين الحجوري، الذي يقود معهد دماج السلفي المتواجد في منطقة دماج على ضواحي مدينة صعدة، رفض، الجمعة، "دخول الوساطة الرئاسية إلى دماج، ورفض أيضاً تسليم موقع البراقة للوساطة على أساس تسليمه لقوة عسكرية حسب الاتفاق الأخير".
واعتبر الموقع الناطق باسم جماعة الحوثي أن هذا الرفض "يُثبت للجميع أن هذه الجماعات التكفيرية (السلفيين) لا يهمها حقن الدماء ولا تلتزم بعهد أو ميثاق، ويثبت أيضاً تلك الخروقات التي كان التكفيريون يقدمون عليها لتقويض الهدنة وينكرونها".
وأمس، نقل موقع "عدن الغد" عن مصادر وسكان محليين في مدينة عدن قولهم إن "عناصر من جمعيات دينية شمالية بدؤوا خلال الأيام القليلة الماضية حملة واسعة النطاق لتجنيد المئات من الشباب الجنوبيين للدفع بهم إلى ساحة مواجهات مسلحة بين أتباع الحوثي وجماعة سلفية بمنطقة دماج بمحافظة صعدة".
وقال الموقع إن "العشرات من أعضاء جمعيات دينية من تعز وصنعاء توافدوا إلى مدينة عدن ومدن صغيرة بمحافظتي لحج وأبين بهدف تجنيد المئات من الشباب والدفع بهم إلى جبهات قتال في محافظة صعدة لأجل قتال أتباع جماعة الحوثي بشمال اليمن".
وأفاد الموقع بأن "عناصر هذه الجمعيات بدؤوا فعلا بإرسال عشرات الشباب للقتال ضد الحوثيين". وأضاف الموقع: "عناصر هذه الجمعيات الدينية يقيمون بأحد الفنادق بخط التسعين بمديرية المنصورة بعدن، حيث يقومون بتسليم كل شاب مبلغا وقدره 20 ألف ريال يمني ويتم شحنهم على متن حافلات صغيرة إلى محافظة صعدة، حيث يتم تسليحهم هناك والدفع بهم إلى أتون الحرب".
والعام الماضي لقي عدد من الشباب من أبناء مدينة عدن مصرعهم في أعمال قتال بمحافظة صعدة، بعد دفع جمعيات دينية شمالية عددا منهم إلى الحرب ضد الحوثيين. وكان من بين القتلى عدد من الشباب الذين لم تعلم أسرهم بأنه تم تجنيدهم للحرب في صعدة ولم تتسلم حتى جثامينهم بعد مقتلهم وحتى اليوم.
واستمرت، أمس، المواجهات في منطقة دماج - محافظة صعدة، بين مقاتلي جماعة الحوثي، وآخرين ينتمون إلى الجماعة السلفية التي تتمركز هناك ضمن ما يُعرف بـ "معهد دماج".
وقالت المعلومات إن المواجهات استمرت بشكل متقطع بين الجانبين في ظل وجود الوساطة الرئاسية، فيما استمرت عمليات قطع الطرقات في منطقة "آل أبو جبارة" في "كتاف" - صعدة، ومنطقة "حوث"، داخل قبيلة حاشد - محافظة عمران، من قبل مسلحين يتبعون جماعات سلفية.
وأمس، قال موقع مقرب من جماعة الحوثي إن من سماهم بـ "التكفيريين" وصل عددهم إلى 600 شخص في منزل الشيخ عبد الله في منطقة "ريشان" - "حاشد"، وأن حسين الأحمر "صرف لهم ما يقارب 160 قطعة سلاح وسمح لهم بالتقطع في منطقة العشة حيث يحتجزون المسافرين ويهددونهم بالذبح ويسبون الخميني وعبد الملك الحوثي". وأفاد الموقع، نقلاً عن أحد المسافرين، بأن بين المسلحين أجانب تونسيين وليبيين وجزائريين.
وذكر الموقع أن الشيخ عثمان مجلي يتولى قيادة "معسكر آل أبو جبارة، الذي تتوافد إليه مئات العناصر التكفيرية من مختلف المحافظات ومن خارج اليمن"، فيما يتولى "حسين الأحمر معسكر دنان، يوزع الأسلحة ويستقبل العناصر التكفيرية".