الرئيس الصماد يطلق استراتيجية الصواريخ حتى آخر يوم للعدوان

 

“الأُمَّةُ التي لم تفقدْ خياراتِها الداخليةَ والوطنيةَ لا تُهزَم”.. قد تلخص هذه العبارة جزءً من خطابِ الرئيس صالح الصمَّاد، أمس الاثنين، في محافظة ذمار، كما تحدّد المسافةَ التي تفصل اليمن والسعوديّة عن النصر والهزيمة، ويمكن إسقاطها على الواقع لمعرفة من الأقرب للنصر ومن الأقرب للهزيمة، فالرئيس الصمَّاد يحشدُ خياراتِه الوطنية الداخلية التي لم تنضب بزيارته الميدانية لمحافظة ذمار، أما محمد بن سلمان فيقبع خارج المملكة منذ أَكْثَـر من شهرٍ يتنقل من بريطانيا إلى الولايات المتحدة إلى فرنسا، قضى ثلاثة أسابيع منها في واشنطن.

 

الرئيسُ الصمَّاد وهو يعلن في خطابه بذمار استراتيجية المواجهة في العام الرابع، كان يوضح موقفَ النظام السعوديّ الذي تولى قيادة العدوان من خلال الزيارة الطويلة لولي العهد السعوديّ للولايات المتحدة، التي اعتبرها انعكاساً للورطة السعوديّة في اليمن وانعدام خياراتها الوطنية والشعبية، فابن سلمان -وفقاً للرئيس الصمَّاد- أعلن مواقفَ غير مسبوقة تقرّب بها إلى إسرائيل في ثلاث مقابلات أجرتها معه صحيفة ومجلتين أمريكيتين وقال: إن المملكة تجمعها مصالح كثيرة.. مقراً بحق اليهود في إنشاء دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وهي المواقف التي أغضبت قطاعاً واسعاً من الشعب السعوديّ.

 

ولكن ما الذي يجبر ابن سلمان على تلك المواقف التي جعلته يغضب شعبه؟ يجيب الرئيسُ الصمَّاد على ذلك بأن الإدارة الأمريكية هي مَن طلبت من ابن سلمان تقديم تلك التنازلات لإسرائيل؛ لأنَّه في أمسّ الحاجة للدعم الأمريكي، وهي الحاجة الناجمة عن هزيمة النظام السعوديّ وتورطه في اليمن.

 

وفيما يتمسك ابن سلمان بالخيارات الخارجية ويضطر لتقديم تنازلات مهينة لإسرائيل، فإن الرئيس الصمَّاد يؤكد على الخيارات الداخلية فيقول: “نحن نستعين بالله ونتجه إلى قبيلتنا وجيشنا وشعبنا؛ لأنَّ من اتجه بالله أعزه، ومن اتجه إلى غير الله أذله”.

 

العام الباليستي: المواجهة الاستراتيجية

 

في جانب آخر من خطابه في ذمار، وضع الرئيسُ الصمَّادُ النقاطَ على حروف المواجهة في العام الرابع، معلناً أن هذا العام سيكونُ عاماً باليستياً بامتياز.

 

وهنا يمكن القول إن المعركة بمواجهة العدوان ستكون للخيارات الاستراتيجية بعدما أثبت الشعب اليمني جدارته بالمواجهة الميدانية وأفقد العدوان خياراتِه ورهانَه على انهيار خطوط الدفاع.

 

وقال الصمَّاد إن “هذا العام اذا استمر عدوانهم سيكون عاماً بالستياً بامتياز”، وفي تفصيل أَكْثَـر وتكتيك جديد أعلن الرئيس أن “كل يوم لن تسلم أجواء السعوديّة من صواريخنا مهما حشدوا من منظومات ودفاعات جوية”، وهو ما يمكن توضيحه بعدة نقاط:

 

–           السعوديّة لم تحتمل استهدافَها بعدد 107 صواريخ باليستية وفقاً لإحصائيات النظام السعوديّ خلال ثلاثة أعوام، لكنها في هذا العام ستكون على موعد يومي مع الصواريخ أي على أقل تقدير 365 صاروخاً، أي أَكْثَـر من ثلاثة أضعاف ما أطلق عليها في الأعوام السابقة، هذا في حال كان المعدَّل الجديد صاروخ كُلّ يوم، وهو المعدل الذي قد سيتغير ولن يقتصر على صاروخ واحد.

 

–           إعلان استراتيجية الصواريخ اليومية يعكس مستوى الاطمئنان لمخزون اليمن من الصواريخ الباليستية وتطور خطوط الإنتاج بما يعني وجود ما لا يمكن إحصاؤه من آلاف الصواريخ التي تغطي المواجهة حتى لو طال العدوان لسنوات أُخْــرَى.

 

–           تعد الصواريخ الباليستية في الحروب سلاحاً استراتيجياً تكتيكياً ليست مهمتها الرئيسية إيقاع عدد كبير من القتلى في صفوف العدو بل إيجاد خلل عسكري وسياسي واقتصادي في توازن دولة العدو التي يمثلها هنا النظام السعوديّ.

 

–           إذا كانت التقاريرُ الأمريكية والغربية كشفت عزوفَ المستثمرين والشركات الدولية عن الاستثمار في السعوديّة؛ نظراً لأنَّها من وجهة نظر اقتصادية ليست آمنة أو جاذبةً لرؤوس الأموال، فإنّ الاستراتيجية الجديدة للصواريخ الباليستية ستدمر ما تبقى من هامش أمان اقتصادي للنظام السعوديّ، وهنا تتضح طبيعة وأهميّة وأبعاد الخيارات الاستراتيجية للصواريخ الباليستية.

 

 

 

انتظار المستحيل

 

للمرة الثانية خلال أسبوع، يعلن محمد بن سلمان من واشنطن أنه يعمَلُ على تقسيم من وصفهم “الحوثيين” كاستراتيجية لكسب الحرب، وهو إعلان “هزيمة” واضحة يضعُ فيها ولي عهد النظام السعوديّ خياراتِ انتصاره في المعركة في معادلة ليست في متناوله. أما الرئيس الصمَّاد فيرَدُّ ساخراً للمرة الثانية أيضاً أن رهان َابن سلمان هو رهان خاسر وأنه ينظر المستحيل.

 

كما يؤكد الرئيس أن الجبهة الداخلية اليوم هي أَكْثَـر صلابة وتماسكاً وحصانة من أي وقت مضى، والأمر وفقاً لرهان ابن سلمان المعلن يضعه أمام خيار واحد هو إعلان “الهزيمة”، بالإضافة إلى تأكيد الرئيس الصمَّاد على أن الدولة والشعب في أقوى وأمتن مراحلهم، بالإضافة إلى أنه لا يوجد شيء للاختلاف عليه فهو يرى نفسه مجرد رقم وأن أي شخص ينضم للعدوان لن يمثل إلا رقم (1) لا يمكن أن يحقق للعدوان أية إضافة.

 

في ختام خطابه يضعُ الرئيسُ صمودَ الشعب اليمني في خانة الخيار الوحيد في ظل العدوان، وأنه لا يعكسُ وجودَ “هواية للحروب”، موضحاً أن “أولوية الأولويات هي رفعُ العدوان الظالم على شعبنا ولا زلنا نمُدُّ أيديَنا إلى السلام إن أرادوا سلاماً وكان الأمر بأيديهم”.

 

المصدر : صدى المسيرة