استشهاد 15 فلسطينيا برصاص الاحتلال واصابة 1416 خلال احتجاجات واسعة على حدود قطاع غزة شارك فيها عشرات الآلاف..

 قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 15 شاباً استشهدوا، الجمعة، فيما أصيب نحو 1416 آخرين بالرصاص الحي والاختناق بالغاز المُدمع، جرّاء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم، قرب السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وقال دبلوماسي ان مجلس الامن سيعقد الجمعة جلسة مغلقة حول الوضع في غزة بعد اندلاع مواجهات مع توجه عشرات الالاف من سكان القطاع الى الحدود الاسرائيلية في احتجاجات واسعة ما اسفر عن مقتل 15 فلسطينيا.

واضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الاجتماع الذي سيعقد بناء على طلب الكويت سيبدأ في الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (22,30 ت غ).

ويتجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين العزل، منذ صباح الجمعة، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ42 لـ”يوم الأرض”.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في تصريح للأناضول “منذ ساعات الصباح، وصل مستشفيات القطاع 15 شهيدًا، وارتفع عدد الجرحى إلى 1416 مصابًا”.

وأفاد القدرة أن الشهداء هم: محمد كمال النجار (25 عامًا)، ووحيد نصر الله أبو سمور (27 عامًا)، وأمين منصور أبو معمر (22 عامًا)، ومحمد نعيم أبو عمرو (27 عامًا)، وأحمد إبراهيم عودة (19 عامًا)، وجهاد أحمد فرينة (34 عامًا).

كما استشهد محمود سعدي رحمي (33 عامًا)، وإبراهيم أبو شعر (22 عامًا)، وعبد الفتاح بهجت عبد النبي (18 عامًا)، وعبد القادر الحواجري (42 عامًا)، وساري أبو عودة، وحمدان أبو عمشة، وزهير أبو جاموس (30 عامًا)، بادر الصباغ، ناجي أبو حجير (25 عاما).

واشعل شبان وفتية اطارات السيارات ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة العربات العسكرية المصفحة، بينما رد الجيش باطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وعلى الجانب الاخر من الحدود نشرت القوات الاسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.

وكانت طائرة صغيرة بدون طيار تطلق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين شرق غزة.

وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية استهداف المتظاهرين الفلسطينيين اليوم الجمعة واستشهاد 15 فلسطينيا شرق قطاع غزة.

وقال عباس في كلمة مسجلة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي إن هؤلاء قضوا “بنيران جيش الاحتلال في مواجهة المظاهرات السلمية الشعبية التي خرجت لإحياء هذه الذكرى، وللتمسك بحقها في تقرير المصير كباقي شعوب العالم”.

وذكر عباس أنه طالب الأمم المتحدة بالعمل الفوري على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل”أمام هذا العدوان الإسرائيلي اليومي المستمر والمتصاعد”.

وتابع “كلفت مندوب دولة فلسطين في الأمم المتحدة، بإجراء الاتصالات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الضرورية والفورية لحماية الشعب الفلسطيني”.

واعتبر أن “سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مظاهرات شعبية سلمية، يؤكد وجوب تدخل المجتمع الدولي لتوفير الحماية الشعب الفلسطيني الأعزل”.

وأعلن عباس أن رسالته في القمة العربية المقبلة المقررة الشهر المقبل “ستكون واضحة وهي التمسك بالثوابت الوطنية(..) وصولا لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

واقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع واسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة.

ونصبت الخيام على بعد اقل من مئتي متر من الحدود الاسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع.

ورفعت الاعلام الفلسطينية على الخيام بدون ان تشاهد رايات الفصائل المختلفة فيما كتبت اسماء العديد من البلدات والقرى وعائلات اللاجئين على الخيام.

وقال طاهر سويركي عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة ان عدد المشاركين بلغ “نحو مئتي الف شخص شرق وشمال مدينة غزة، اضافة الى عشرات الالاف وسط وجنوب القطاع”.

وقدمت الهيئة الاف وجبات الطعام للمشاركين في الاحتجاجات.

وكان عشرات الاف الفلسطينيين ادوا صلاة الجمعة في الخيام التي اقيمت في المناطق الخمسة.

وعلى وقع الاغاني الوطنية ادت فرق فولكلورية رقصات والدبكة الشعبية وسط تفاعل كبير من الاف المواطنين.

وحذر افيخاي ادرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي في فيديو باللغة العربية بثته وسائل اعلام اسرائيلية من ان “حماس تعرض ارواح البشر للازهاق فعليكم (الفلسطينيين) ان تكونوا حذرين”.

وكان رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت حذر الاربعاء من ان الجنود الاسرائيليين سيطلقون النار اذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا. وقال ان الجيش نشر تعزيزات لا سيما من القناصة على الحدود مع غزة.

– “سلمية”

يتزامن بدء هذه الاحتجاجات التي تستمر ستة اسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 ايار/مايو المقبل، مع “يوم الارض” ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار/مارس 1976 في مواجهات ضد مصادرة اراضيهم.

وقال خليل الحية القيادي في حماس لفرانس برس “نحن كشعب بكل فصائله سنخرج في هذه المسيرة التي نصر على سلميتها”. واضاف ان “رسالتنا هي الاصرار على العودة”.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة له امام عشرات الاف المواطنين على الحدود الشرقية لمدينة غزة ان “مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة الى كل ارض فلسطين”.

وتابع ان هذه المسيرة “برهنت للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولصفقته الهابطة ولكل من يقف معها أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة”.

وفي السادس من كانون الاول/ديسمبر، اعلن ترامب الذي خالف عقودا من السياسة الأميركية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده الى القدس تزامنا مع الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل.

واوضحت الدبلوماسية الأميركية ان نقل السفارة من تل ابيب تحدد في ايار/مايو.

بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في كلمة امام المتظاهرين على الحدود الشمالية لقطاع غزة ان المسيرة هدفها “ان يلتقط العالم اجمع اليوم رسالة شعبنا للمحاصرين ان يعيدوا حساباتهم”.

وشدد السنوار الذي يدلي لاول مرة بتصريحات علنية على ان المسيرة “لن تتوقف وستستمر”.

الى ذلك، سار الاف من الفلسطينيين الجمعة احياء لذكرى يوم الارض في مدينة عرابة في الجليل الأسفل، شمال اسرائيل حاملين الاعلام الفلسطينية بحسب مصور فرانس برس.

يصادف يوم الارض في الثلاثين من آذار/مارس ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الاسفل ضد أمر بمصادرة الاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الاراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 استشهد فيها ستة فلسطينيين وادت الى تراجع اسرائيل عن مصادرة الاراضي.

تحاصر اسرائيل قطاع غزة منذ العام 2006، وشددت حصارها عليه بعد سيطرة حماس. ومنذ عام 2008، شنت اسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة الذي يعيش فيه اكثر من مليوني شخص.