ضربات "البدون " الامريكية في اليمن إبادة جماعية يجرمها القانون الدولي

سياسيون واكاديميون يحملون هادي وحكومة الوفاق المسئولية ويستهجنون صمت الاحزاب السياسية

- د/ المتوكل  ـ الرئيس هادي عسكري  يفكر بعقلية الجنوبي خلال الاستعمار والاحزاب السياسية لا تريد ازعاج الادارة الامريكية 
- أحمد الزرقة ـ الرئيس هادي وحكومة الوفاق متواطئون  في قتل مدنيين وصمت الاحزاب السياسية يكشف تواصلها مع واشنطن 
- نايف القانص ـ الرئيس هادي مخيب للآمال والمشترك والمؤتمر لم يعد يهمهم سوى التشبث بالسلطة

اثارت ضربات الطائرات الامريكية " البدون "  او ما يطلق عليها  طائرة دون طيار  ( Unmanned Aerial Vehicle) التي تستخدمها واشنطن  لملاحقة ما تقول عنهم عناصر تنظيم القاعدة ، استياء شعبيا واسعا ولاقت رفضا كبيرا في الوسط السياسي والحقوقي والصحفي في اليمن بعد أن صعدت من هجماتها الاخيرة  على عناصر  يشتبه  في انتمائهم لتنظيم ما يسمى بالقاعدة  وتسببت في سقوط قرابة الـ 40 شخصا بينهم أطفال  في المحافظات الشرقية والجنوبية للجمهورية ، وترافق هذا التصعيد مع دعوات وجهتها أكثر من خمس دول أوروبية  بالإضافة  الى الولايات المتحدة الامريكية الى سحب رعاياها من اليمن بعد تلقيها تهديدات من تنظيم القاعدة حسب قولها وتزامنت تلك التوجيهات مع زيارة الرئيس هادي لواشنطن ولقاءه الرئيس الامريكي باراك اوباما قيل أن ملف السجناء اليمنيين في " جوانتانامو" واحدا من الملفات التي ناقشها هادي في البيت الابيض .
واعتبر سياسيون ومراقبون أن ضربات " البدون " الامريكية  الاخيرة  استهدفت مدنيين لا علاقة لهم بما يسمى بالقاعدة وقال الكاتب الصحفي أحمد الزرقة أن واشنطن لا تمتلك أدلة بانتماء ضحايا غارات طياراتها مئات المدنيين الذين  تمت تصفيتهم بذريعة الحرب على الارهاب وقال أن الغارات التي تنفذها " البدون " والتي تحدث بمعدل غارتين الى ثلاث  غارات يومية  بعد زيارة  الرئيس عبدربه منصور هادي الى امريكا تشير الى تواطئ هادي وحكومة الوفاق مع الادارة الامريكية وأضاف أن الغارات الامريكية  الاخيرة التي نفذت في محافظة مارب وشبوه وحضرموت وقتل خلالها قرابة الـ 40 شخصا أغلبهم مدنيين يعتبر قتل خارج اي اطار قانوني وتأتي ضمن مخطط امريكي معد مسبقا لبلبلة الاوضاع في اليمن خصوصا انه ترافق مع تحليق الطيران الامريكي في سماء العاصمة اليمنية صنعاء خلال ثلاث ايام متتالية  ووصول تعزيزات عسكرية امريكية الى البحر الاحمر والمحيط الهندي وقال أن التسريبات الحكومية التي تتحدث عن مخطط  للاستيلاء على مدينة المكلا يعد من قبل عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة وهو ما كذبته المصادر الامنية في المدينة وانتقد الزرقة صمت الاحزاب والقوى التي وصفها بالتقليدية تجاه تلك التحركات وقال أن هذا الموقف يكشف بوضوح أن تلك الاحزاب والقوى على تواصل تام مع واشنطن وأن الجميع بات يبحث عن دور ترسمه له الولايات المتحدة الامريكية وأضاف أنه من غير المستبعد أن يكن قادة تلك الاحزاب قد وقعت مع الادارة الامريكية على اعطائها الضوء الاخضر لتنفيذ تلك العمليات وهو ما يفسر عدم اصدارها اي بيان ادانة واستنكار على الرغم من فداحة ما تقوم به واشنطن في اليمن واعتبر الزرقة الحديث عن تهديدات القاعدة للمصالح الامريكية في اليمن فهم خاطئ لمغزى تحركات الامريكيين التي تهدف الى السيطرة على السواحل اليمنية ومضيق باب المندب وخصوصا أن المصالح الاقتصادية الامريكية في اليمن شبه منعدمة وقال أن هذه التحركات الامريكية قد تكون استباقية ضمن حسابات مواجهتها مع ايران
وفي سياق متصل قال القيادي السابق في احزاب اللقاء المشترك واستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء : د/ محمد عبدالملك المتوكل أن ضربات الطائرات الامريكية  التي تنفذها في اليمن تجرمها كل القوانيين والاعراف الدولية وهي محل خلاف في العالم وتعتبر جرائم ابادة  غير شرعية وقال أن الرئيس عبدربه منصور هادي كان عازم على القيام باعمال " طية " حسب وصفه ولكنه بات يفكر بالعقلية العسكرية نفسها التي كان يتعامل معها الجنوبيون خلال الاستعمار البريطاني وأضاف أن الرئيس هادي يعتقد أن الولاية المتحدة الامريكية هي من تحكم  حاليا وفي حديثه عن موقف  الاحزاب السياسية وحالة الصمت المهيمنة عليها تجاه  ما تقوم به واشنطن قال أن عدد من  الاحزاب السياسية في اليمن لم تعد تفكر سوى  في الوصول الى السلطة  ولهذا فان تلتزم  بعدم اصدار اي موقف فيه اغضاب  للادارة الامريكية  واتهم تلك الاحزاب بالعمل لمصالحها فقط وبما يضمن لها لوصول الى الحكم .
من جانبه قال القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي وعضو اللقاء المشترك نايف القانص أن مجيئ الرئيس هادي بعد الربيع الثوري في اليمن كان مخيبا للآمال وأن هذه الجرائم الجسيمة التي ترتكبها الطائرات الامريكية في اليمن تأتي بمباركة من هادي وحكومة الوفاق ما يجعل نظامه  مرشحا لثورة شعبية قادمة حسب وصفة وأضاف  أن  أحزاب اللقاء المشترك قد عدلت عن موقفها السابق من تلك التدخلات الامريكية واختراقاتها لسيادة البلاد بصورة غير مسبوقة  بعد أن وصلت الى السلطة ولم تعد تعمل سوى على البقاء حتى ولو على حساب التفريط بالسيادة اليمنية والدم اليمني وقال القانص أن ضربات الطائرات الامريكية  وقتلها للمدنيين بذريعة الحرب على الارهاب يأتي في نطاق مزيد من الوصاية والهيمنة وأن عملياتها الاخيرة  هو الارهاب الحقيقي . ويرشح اليمن لتكون ضمن الدول التي ارتكبت فيها الولايا المتحدة الامريكية جرائم ضد الانسانية .
وكانت مصادر اخبارية أثناء كتابة هذا التقرير تحدث عن عملية جديدة شنتها الطائرات الامريكية في محافظة لحج وسقوط ضحايا وهو ما يرشح تصاعد عداد ضحايا الطيران الامريكي للوصول الى 50 شخصا خلال اسبوعين ..