السيد نصرالله : الخلاف ليس مذهبيا وقرار الدخول في سوريا قائم على حيثيات اخلاقية

بمناسبة يوم الجريح للمقاومة الاسلامية في لبنان القى سماحة السيد / حسن نصر الله الامين العام لحزب الله خطاب قويا تحدث فيه عن المقاومة وتضحياتها وهزيمتها للجيش الصهيوني وعن الاوضاع في الهرمل وعن المعركة السورية .
و قال السيد حسن نصر الله في خطابه الذي بثته قناة المنار : ان هذه المقاومة ملكت إرادة التحرير ، رغم تخاذل العرب والعالم الإسلامي ، إلا إيران وسوريا وهذه المقاومة ، هي التي قاتلت لسنوات طوال ، وقدمت الشهداء والجرحى ، ودخل رجالها ونساؤها إلى المعتقلات
وأضاف ان الحرب مع اسرائيل ماض قريب متواصل يجب ألا ينسى , وهناك من يعمل اليوم لشطب هذا التاريخ , ويجب ألا ننسى لأن المعركة الحاضرة هي استمرار لهذا الماضي , ولأن المعركة الحاضرة هي استهداف لكل إنجازات هذا الماضي  ..
كما أكد على انه : يجب أن تعرف الأجيال من قاتل ، ومن صافح المحتل ، ومن قتل لكي لا يصافح المحتل , ونحن في مواجهة عالمية ضخمة تحاول تشويه هذا التاريخ ، مضيفا : ان المقاومة واجهت أحد أهم جيوش المنطقة بل العالم ، الجيش الإسرائيلي ، وتحطم عند أقدامها ، فمن هم هؤلاء التافهون ليتحدثوا عن اقتلاعنا من هنا أو من هناك  , هنا ولدنا وعشنا وهنا نبقى وهنا نموت وهنا نستشهد وهنا ندفن ولن يستطيع أحد اقتلاعنا من هنا .
وعن اعلان مجلس التعاون الخليجي عن نيته اتخاذ اجراءت ضد المغتربين اللبنانيين و مصالح حزب الله في الخليج رد السيد نصر الله قائلا : ليس لدينا بيوت خارج لبنان، ولا أموال ولا مشاريع خارج لبنان  هناك بعضنا الظروف فرضت عليهم ذلك ، ولكن نحن كحزب موجودون هنا فقط  ، و اردف بالقول : ليس هناك منتسبون لحزب الله في الخليج , وليس لدينا مشاريع لا في الخليج ولا في غيره , ولكن تهديد اللبنانيين وعائلاتهم غير مقبولة  , وقلت من قبل أننا ذاهبون إلى مكان مستعدون لتحمل كل تبعاته .
و في سياق حديثه عن الوضع في الهرمل قال : هناك وضع حساس في منطقة البقاع و الهرمل ، حيث تحدث بعض الأحداث ، منها سقوط صواريخ في بعلبك , و النقطة الحساسة هي انتشار شائعات تروج لها بعض وسائل الإعلام وتقول لأهلنا في المنطقة أن الصواريخ تنطلق من عرسال.نتحدث عن بلدة سنية في محيط أغلبه شيعي.
وأضاف : بالمقابل نعرف أن هناك أحداث شخصية ومشاكل تهريب وخلافات إذا قتل أحد من عرسال يتهم الشيعة أو حزب الله. الشائعات وبعض وسائل الإعلام تعمل على هذا الموضوع بشكل كبير وتعمل على نشر الأكاذيب.
وأكد أن الصواريخ التي نزلت على الهرمل وغيرها ، لم يكن مصدرها عرسال ، وإنما الجماعات المسلحة من داخل الأراضي السورية ، وسنجد لهذا الأمر حلاً ، ولكن يجب أن ننتبه  
كما اضاف ان هناك عملا إعلاميا مخابراتيا للإيقاع بين السنة والشيعة في منطقة الهرمل تحديداً، ويعملون على استغلال انتمائنا لمذهبين مختلفين ولخطيين سياسيين مختلفين  
ووصف الاجواء بأنها  أجواء ترهيب في البلد ، وفي كل العالم العربي ، وفتاوى التكفير والقتل والنحر جاهزة لمن يعبر عن رأيه .
كما تحدث عن اعتداءات على علماء وصحافيين وعائلات بسبب موقفها السياسي ، آخرها محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود ، وقد نجاه الله منها , وتسائل : لماذا يعاقب صاحب الموقف بإطلاق النار عليه وهو ذاهب إلى صلاة الفجر ؟
وتحدث السيد نصر الله عن المعركة السورية وعن مشاركة حزب الله في سوريا قائلا :
في الشآن السوري - نتيجة النقاش والمعطيات كان لنا رأي سياسي تحدثنا فيه بوضوح وشرحنا حيثيات موقفنا. وبناء على المبادئ والمعايير بنينا موقفنا وأخذنا قرار لو متأخر, بأن نتدخل ميدانياً في سوريا لمواجهة المشروع القائم على الأرض السورية ولم يكن هذا الأمر وليد لحظة  ، كما تشكل لدينا وضوح حول طبيعة المشروع القائم ، وتداعياته ومخاطره ونتائجه على سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة ، وكافة الأطياف
وأضاف : ننطلق من رؤية ، وليس من انفعال ، الحيثية الأخلاقية والوفاء موجودة ولكنها ليست كل شيء، وإن وجدنا في موقع فنحن ندافع عن سوريا وشعبها ولبنان وشعبه
كما اضاف : رأينا من دخل في هذه المعركة ، هناك جزء كبير مع النظام السوري ونحن معهم , وهناك جزء ضد النظام ونحن معه في الإصلاح وليس في التخريب
وقال : هناك دول عربية وإسلامية ليست لديها انتخابات أو دستور أو أنظمة وتدعي أنها ترسل أبناءها من أجل الديمقراطية. ، و استطرد بالقول : كيف نقتنع بذلك , العالم كله يقاتل في سوريا و الحكاية ليست أصل التدخل
كما وصف مساهمة حزب الله في سوريا بالمتواضعة حيث قال : أمام هذه الهجمة الكونية ، فإن مساهمتنا لو كانت متواضعة في سوريا ، لأن الجيش السوري يقاتل على مساحة سوريا كلها. حزب الله لديه إمكانات معقولة وأردنا أن يكون لنا مساهمة محسوبة ومعقولة 
كما اكد ان لديهم قناعة أن مساهمتهم مجدية  وأثبتت حتى الآن أنها مجدية وأنهم لم  يختبؤا وان هناك من عتب علينا وعلى إعلاننا عن وجودنا في سوريا  
كما قال : نحن لا نرسل شبابنا إلى سورية و ندعي إننا نوزع الحليب والبطانيات ، و لا ندفن شبابنا في سورية خفية من أهلهم
وأكد على ضرورة إسقاط  المشروع القائم في سوريا قائلا : إسقاط هذا المشروع الخطير جداً هو أضخم بكثير من أي تضحيات يمكن أن تقدم، وعلينا تحمل هذه التبعات وإذا كان أحد يظن أن وضعنا على لوائح الإرهاب أو غيرها يمكن أن يغير من موقفنا، نحن مسارنا صحيح وموقعنا صحيح وكل ما لدينا يستحق التضحية
وأضاف إذا تصور أحد أن تصوير المعركة على أساس طائفي أو مذهبي ، وبالكفر والتضليل والكذب سيدفعنا إلى تغيير موقفنا فأن ما بعد القصير مثل ما قبل القصير ، لم يتغير الموقف
ولدينا إصرار أكثر على المواجهة , وحيث يجب أن نكون سنكون ، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته ، وسنتابع تحمل مسؤولياتنا .