مسيرة ضد (الجدار العازل) تثير هلع السعودية

قمعت قوات أمنية يمنية أمس الأول مسيرة الحقوق والكرامة التي كانت تعتزم الوصول إلى الحدود اليمنية السعودية للتنديد بالجدار العازل الذي تبنيه المملكة ومنعتها من مواصلة التحرك، وأعادت بعض ناشطيها إلى محافظة الحديدة فيما تحدثت وسائل إعلام سعودية وبهلع عن تحركات المسيرة في ظل نفي الجانب الرسمي.
وقال لـ"الأولى" شهود عيان إن المسيرة وصلت صباح (الأربعاء) إلى مدينة حرض قادمة من مدينة عبس بحجة وان قوات من الأمن العام ومكافحة الشغب التابعة للأمن المركزي تصدت لها وتم تحميل بعض المشاركين على ناقلات وأعادتهم إلى محافظة الحديدة.
وبحسب شهود العيان فقد قامت الاجهزة الامنية باقتياد بعض شباب المسيرة الى عدد من المواقع الأمنية بينهم 6 أشخاص من القيادات المنظمة للمسيرة حيث تم احتجازهم والتحقيق معهم لدى الأمن السياسي وهم: د. إبراهيم الادريسي، وخالد القباطي، وماجد سفيان، وخالد مقبل، وعبد الخبير العمودي، ومهدي باعوف.
وأشار شهود العيان إلى انه تم الإفراج عن خمسة منهم لاحقا فيما لم يفرج عن خالد القباطي والذي لازال محتجزا لأسباب غير معروفة.
وطبقا لمشاركين في المسيرة قالوا انه وبعد ساعات من احتجاز الشباب تم إخلاء سبيلهم ونقلهم على عربات مكشوفة وسط حراسة مشددة من الأطقم العسكرية أرغمتهم على الخروج من مدينة حرض ومرافقتهم إلى خارج حدود محافظة حجة.
من جهته قال الزميل الصحفي منصور أبو علي انه تعرض لاعتداء ومحاولة اختطاف من قبل قوات الأمن المركزي أثناء مرافقته للمسيرة لتغطية أخبارها في مدينة عبس لولا تدخل أمين عام المجلس المحلي أمين القدمي ونائب مدير امن حجة حسين الحيقي اللذين منعا ذلك.
وفي مدينة الحديدة قال لـ"الأولى" مصدر امني غير رسمي إن قوات الأمن بمحافظة حرض قامت بتسليم الناشطين إلى إدارة امن محافظة الحديدة في نقطة القناوص وأنهم وصلوا على متن "دينا" وان عددهم 25 نفرا.
ونقل المصدر الأمني عنهم قولهم إن امن حرض قام بإيقافهم ومنعهم من المرور وقام بأخذ بعضهم بالقوة وان الباقين تمكنوا من الهرب من قبضة الأمن.
وأوضح المصدر الأمني انه تم إطلاق سراحهم في نقطة القناوص غير أن معظمهم لا يملكون نقودا توصلهم إلى محافظة الحديدة ما اضطر الأمن في النقطة إلى اخذ ناقلة أخرى لنقلهم إلى محافظة الحديدة ودون أي مرافقة أمنية.
وكانت المسيرة قد تعرضت خلال اليومين الماضيين لاعتداءات من قبل الأمن في نقطة القناوص بالحديدة، أثناء محاولة دخولهم إلى محافظة حجة وان ما يقارب من 25 ناشطا تعرضوا للغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات، والاعتداء الآخر من اللواء 25 ميكا والذي اعترضهم في نقطة عبس الأمنية أمس الأول ما اضطر قادة المسيرة إلى الدعوة لعودة المحتجين إلى أماكنهم خشية من تعرضهم للاعتداءات.
من جهة أخرى وفي الجانب السعودي لاقت أخبار تحركات المسيرة حالة من الهلع خاصة في المناطق المجاورة للحدود وتناولت وسائل إعلام غير رسمية أخبار المسيرة حيث قال موقع "فيفاء نيوز" السعودي إن يمنيون توافدوا إلى حرض المتاخمة للحدود اليمنية السعودية وان هناك مسيرة بالالاف بالحديدة.
وأضاف الموقع أن مطالبات المحتجين اليمنيين تجاوزت المغتربين والسياج الأمني للمطالبة بأراض سعودية"، متهما من سماها إيران وعن طريق عملائها الحوثيين بتأجيج الشارع اليمني ضد السعودية ". بحسب الموقع.
وأشار الموقع إلى تنامي مطالبات المتظاهرين وان مطالبهم كانت سابقا بخصوص العمالة اليمنية ثم إلى الاعتراض على السياج المعدني على الحدود والآن يطالبون باستعادة أراض يمنية على حسب ذكر قياداتهم ومطالبين بإلغاء كل الاتفاقات مع السعودية ".
وفي المقابل من هذه الأخبار نشرت المواقع الرسمية السعودية تصريحات لمسؤولين حكوميين في مدينة "جازان"، ينفون فيه رصد أي حشود على الحدود مع اليمن مع تأكيدهم على أن السياج الأمني إجراء سيادي وحق مشروع لتامين الحدود ولا مجال للاحتجاج أو الاعتراض".
ونقل موقع العربية نت عن علي بن موسى زعلة، وهو الناطق الرسمي باسم إمارة "جازان" قوله :" لا صحة لما يتم تناقله عبر مواقع الكترونية ورسائل تطبيقات التواصل الاجتماعي عن قدوم حشود من مواطني الجمهورية اليمنية باتجاه الحدود السعودية وذلك احتجاجا على تنفيذ الشبك الفاصل بين الدولتين مضيفا: "لم يتم رصد أي تحركات بهذا الصدد وهذا يعني ما يتردد هو مجرد أنباء مختلقة ومغلوطة" وتناقلت الخبر صحف "الرياض" "وعكاظ" وآخرى رسمية.
وحول موضوع السياج الأمني قال "زعلة" :" بداية نؤكد أن المملكة العربية السعودية ترحب بالجميع وتفتح ذراعيها وصدرها الرحب لكل القادمين ولكن بطريقة نظامية ومن خلال المنافذ الرسمية". مضيفا:" أن إنشاء السياج الأمني إجراء سيادي وحق مشروع لتامين الحدود ومنع المحاولات المتكررة للتسلل والتهريب ، حفاظا على امن الوطن وبالتالي لا مجال للاحتجاج أو الاعتراض ".
ونقلت "العربية نت" عن الإعلام الالكترونية السعودية تناولها "أنباء نسبتها لمصادر لم تفصح عنها وبعضها من خلال مشاهدات ميدانية كما تقول تؤكد وجود حشود يمنية تتوافد على الحدود السعودية من جهة الخوبة في منطقة جازان وذلك تحت متابعة دقيقة من قبل الجهات الأمنية بمنطقة جازان.
وأضاف: هذه المواقع والصحف إن منشورات وزعت في عدة محافظات يمنية تدعو للتجمع في منطقة حرض اليمنية المتاخمة للحدود السعودية وذلك لتشكيل جموع كبيرة لغرض التظاهر على الحدود السعودية احتجاجا على السياج الأمني الذي تقوم السعودية بالعمل عليه بعد حرب الحوثيين مع السعودية.
نقلا عن صحيفة الاولى