هادي يكشف الخطة التي ينفذها طرفا الحكم السابقين مستغلين نقطة ضعفه جلال هادي على خطى العميد

أثارت صحف ومواقع إخبارية متعددة  جدل واسعا حول الصلاحيات التي يتحرك بها   النجل الأكبر للرئيس عبدربه منصور هادي  جلال الذي   كان يشغل منصب وكيل وزارة شئون المغتربين أيام الرئيس السابق وتتهم وسائل إعلامية وأطراف في القوى السياسية نجل هادي بأنه يسير على خطى سلفه العميد أحمد علي  من حيث تدخلاته المثيرة في شئون الحكومة ووقوفه وراء كثير من التعيينات في مناصب هامة وكانت صحيفة أخبار اليوم القريبة من اللواء على محسن الأحمر  قد دشنت الحملة الإعلامية ضد نجل الرئيس هادي قبل أن تداولها صحيفة البيان الإماراتية  وصحيفة الرأي العام وفي المقابل فأن صحف ومواقع إخبارية أخرى بعضها مقرب من حميد الأحمر تشترك في الحملة الموجهة لجلال وهو ما يعني أن الإطراف التي كانت تقود حملات إعلامية مشابهة ضد العميد احمد علي نجل صالح تتفق من جديد لإعادة تطبيق السيناريو ذاته ولكن هذه المرة على نجل الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي في رسالة له مفادها أن ما حدث لصالح بسبب تصرفات نجله ربما يتكرر عليك ، في المقابل تقف وسائل إعلامية وشخصيات سياسية وقيادات عسكرية في صف الرئيس عبد ربه منصور هادي ونجله معتبرين أن تلك الحملة الإعلامية التي تستهدف جلال تأتي بسبب رفضه إدراج أسمائهم في قائمة الرئيس عبدربه منصور للحوار الوطني   ورفضه الضغط على والده لتعيينهم في مناصب معينة وأن جزء من هولاء هم ممن فقدوا مراكز هامة في النظام السابق بسبب انضمامهم وتأييدهم للثورة ، وفي أي اتجاه يميل المراقب والمتابع فأن الوضع يكشف عن صراع  يشبه الى حد كبير الصراع الذي سبق سقوط نظام صالح الذي كان يعزم على توريث الحكم لنجله  مع  فارق كبير هو أن صالح كان يخطط وينفذ ويقارع خصومه  لإيصال نجله الى سدة الحكم فترك له منذ وقت بعيد زمام التعيينات التي كانت تشمل وزراء ومحافظين وقيادات عسكرية وأمنية  لتدريبه وترويض المحيطين به في حين يجتهد جلال مع بعض المقربين منه في تعزيز مكانته وتأثيره في النظام الحالي ولكن بمفرده مستغلا انشغال الرئيس هادي بقضايا أخرى، لكن فيما يبد وحسب مراقبين وسياسيين أن هادي ومنذ أسابيع قلية أدرك للخطورة التي قد يسببها له عبث نجله سيواجه حتما عقوبات قادمة أبرزها ابعادة  عن الدوائر القريبة من صنع القرار حفاظا على  سمعة الرئيس هادي الذي لا يريد أن يشوهها وخصوصا أنه عايش مراحل سقوط صالح بسبب تعييناته لأقاربه في أهم المناصب العسكرية والسيادية دون رقيب، وبالعودة الى الحملة الإعلامية التي يقف وراءها شخصيات وقوى سياسية معروفة  فانه يمكن فهم الدوافع الأساسية  لتلك الحملة  التي تستند في أغلبها لوقائع حقيقية نتيجة تسرع نجل الرئيس هادي ويقف خلفها  طرفي الصراع الذين عزلهم  الرئيس هادي عن مواقعهم السابقة في نظام الحكم  بعد أن فشلوا في العودة  إليها عن طريق ممارسة التأثيرات المختلفة تارة و الوساطات الإقليمية  تارة أخرى أو حتى عبر القوى السياسية التي تشارك حاليا في معركة التأثير على الرئيس لكسب المزيد من المصالح وحجز مواقع في صلب الدولة بطرق غير قانونية باعتبار أنها نقطة الضعف  لهادي الذي أثبت صلابة الى حد ما ورفض الرضوخ لمطالبهم التي من شأنها إعادة البلاد  الى مرحلة  الصفر
وهو ما يفسر النشاط الإعلامي المبكر لبعض الوسائل الإعلامية  القريبة لحميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح الذي تم تسليطه على الرئيس هادي وما يمارسه هذا الجانب يمارسه الجانب المقابل القريب من صالح ونجله والمؤتمر الشعبي العام أو ما يمكن أن نطلق عليه بالجناح الصالحي  وبالتالي فأن أعداء الأمس أصدقاء اليوم فكلا الطرفين يفكر أن ما لم يحصل عليه من هادي الذي يشق طريقه بمفرده وبعض المخلصين معه عبر الوسائل المختلفة  يمكن الحصول عليه عبر فتح الباب ذاته الذي فتح من قبل لصالح حين بات الحديث عن التوريث وفساد أقرباء صالح  وتملكهم لأهم أجهزة الدولة هو الحديث الأكثر تداولا  وهو ما بات يطبق بحذافيره  على نجل الرئيس هادي لأضعافه  أو إسقاطه قبل أن ينتهي من إكمال بناء الدولة بعد تحريرها من قبضة العائلة والمشائخية  وإلا فماذا يعني اهتمام صحيفة أخبار اليوم التابعة لمحسن بقضية التوريث ورفض التمديد التي قد تدفع الظروف السياسية  الراهنة إليها خاصة إذا لم يصل الحوار الوطني الجاري الى وضع حلول نهائية يتفق عليها الجميع لمجمل القضايا المطروحة للحوار وخصوصا قضيتي الجنوب وصعدة .
تحليل سياسي كتبه طالب الحسني