رابطة علماء اليمن تحذر من اتخاذ خطوات انفرادية أو تنازل عن سيادة واستقلال البلا

رفضت رابطة علماء اليمن الإقدام على أي تفريطٍ أو تنازلٍ في الأراضي اليمنية واعتبرت أي خطوات انفرادية أو تنازلية عن سيادة واستقلال البلاد خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين.

كما دعت الرابطة العلمائية كل أبناء الشعب اليمني إلى الانتباه والحذر من كل المؤامرات والدعوات والمبادرات التي تشغل الناس عن مواصلة الدعم والتحشيد لجبهات القتال وميادين الدفاع عن الأرض اليمنية ومواجهة الغزاة والمعتدين.

وجددت دعوتها كل أبناء الشعب اليمني إلى الاستمرار في النفير العام والتعبئة والحشد ورفد الجبهات بالمال والرجال، مشيدة في الوقت ذاته بالقوات المسلحة واللجان الشعبية.

كما دعت كل الأطراف اليمنية المناهضة للعدوان وجميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية إلى جمع الكلمة وتعزيز عوامل الصمود وتجنب كل النعرات وتقديم مواجهة العدوان على سائر الأولويات والاهتمامات.

وحملت رابطة علماء اليمن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني مسئولية القيام بواجبهم ومسئولياتهم في الحفاظ على وحدة الصف وعلى المال العام والقيام بمكافحة الفساد وتفعيل مجلس القضاء الأعلى والسلطة القضائية لمحاكمة الجناة والخونة.

وفيما يلي نص البيان:

بيان رابطة علماء اليمن.. بشأن مجزرة أرحب وآخر التطورات في الساحة اليمنية

الحمد لله القائل: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ والقائل: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير﴾ والقائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون * وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾.

والصلاة والسلام على رسول الله محمد القائل: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) والقائل: (من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بغزوٍ مات على شعبة من النفاق) صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن صحبه الأبرار من المهاجرين والأنصار.

وبعد:

فقد تابعت رابطة علماء اليمن المستجدات والتطورات في الساحة الداخلية وفي جبهات القتال واستمرار العدوان الغاشم على الشعب اليمني بالقصف والحصار الذي يستهدف كل أبناء الشعب اليمني بلا استثناءٍ وبالمؤامرات التي يراد منها زعزعة الأمن والاستقرار وتفكيك الجبهة الداخلية وإفقاد الشعب اليمني توازنه وصموده في وجه العدوان وتسعى لإلهائه عن أولوية مواجهة الغزاة المعتدين وجحافل قوى الشر المحتلين.

عامان ونصف العام وشعبنا العظيم يتعرض لأبشع عدوانٍ ينتهك ويستبيح حرماته ويستهدف كل مقومات الحياة فيه ولا زال يمارس أبشع المجازر والجرائم في حق الأبرياء والمستضعفين من الرجال والنساء والأطفال والتي كان آخر هذه المجازر مجزرة (بيت العذري) في قبيلة أرحب التي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيداً وجريحاً في حصيلة أولية، وكذلك مجازره التي استهدفت مداخل العاصمة صنعاء والتي لا زالت تستهدف كل أبناء اليمن، ولعلّ آخر مكائد الأعداء السعيُ باستهداف تماسك الجبهة الداخلية ووحدة وإخاء أبناء الشعب اليمني الصامد المجاهد واستغلال تباين وجهات النظر بين القوى والمكونات المواجهة للعدوان وزرع عملائه وجواسيسه ومن في قلوبهم مرضٌ من الخونة والمتآمرين والمتربصين في الداخل الذين يهدفون إلى تهيئة الفرصة لهذا العدو اللئيم والحاقد كي يحقق أهدافه التي عجز عن تحقيقها في جبهات المواجهة وساحات الجهاد المقدس التي أثبت فيها جيشنا ولجاننا الشعبية وأبناء القبائل الأبية قوة وإرادة وعزم وتصميم أبناء الشعب اليمني على مواجهة الغزاة وتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة النكراء بالمعتدين، وقدموا في سبيل الله أرواحهم رخيصة من أجل كرامة وعزة وسيادة الشعب والوطن .

وعليــــه: فإنّ علماء اليمن يدعون كل أبناء الشعب اليمني إلى الاستمرار في النفير العام والتعبئة والحشد ورفد الجبهات بالمال والرجال استجابة لقوله تعالى: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾ وامتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون﴾.

كما يشدّون على أيدي رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية البواسل مثمنين تضحياتهم الكبيرة وصمودهم وثباتهم الأسطوري وما يسطرونه من ملاحم للدفاع عن الأرض والعرض والوطن، ويؤكدون للشعب اليمني أن الرد والردع الحاسم على جرائم العدوان ومجازره البشعة هو في البذل والعطاء والتوجه إلى ساحات النزال.

كما يدعون جميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية إلى جمع الكلمة وتعزيز عوامل الصمود وتجنب كل النعرات وتقديم مواجهة العدوان على سائر الأولويات والاهتمامات.

كما يدعون سائر الوجاهات الاجتماعية والقبلية والعلماء والمفكرين والسياسيين إلى الحفاظ على الأخوة الدينية واللحمة الوطنية وتفويت الفرصة على الغزاة المتربصين والقيام بالواجب الديني الملقى على عواتقهم في إصلاح الاختلالات ومحاربة الفساد والمفسدين وعدم التستر عليهم أو توفير أي غطاء سياسي أو عشائري أو قبلي لفاسد.

كما يحملون المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني مسئولية القيام بواجبهم ومسئولياتهم في الحفاظ على وحدة الصف وعلى المال العام والقيام بمكافحة الفساد والمفسدين وتفعيل مجلس القضاء الأعلى والسلطة القضائية لمحاكمة الجناة والخونة والمتآمرين على الوطن لأن بقاءهم بدون محاكمة يشجّع ضعاف النفوس على الخيانة والارتزاق والفساد في الأرض وسلب ونهب المال العام.

كما يؤكدون على رفضهم لأي تفريطٍ أو تنازلٍ عن ذرة تراب أو نسمة هواء من أرض وسماء اليمن ويعتبرون أي خطوات انفرادية أو تنازلية عن سيادة واستقلال ووحدة وحرية وكرامة وعزة البلاد خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولدماء الشهداء الأبرار وتضحيات المجاهدين الأخيار.

كما يدعو العلماء كل أبناء الشعب اليمني إلى الانتباه والحذر من كل المؤامرات والدعوات والمبادرات التي تشغل الناس عن مواصلة الدعم والتحشيد لجبهات القتال وميادين الدفاع عن الأرض اليمنية ومواجهة الغزاة والمعتدين.

ويؤكد العلماء أن الجهاد في سبيل الله ومواجهة العدو الصائل فرض عين على كل قادر على حمل السلاح وأن رفد الجبهات بالرجال والأموال هو أولوية قصوى في هذا الظرف العصيب الذي اشتد فيه تصعيد الأعداء.

كما يدعون الجميع حكومةً وشعباً إلى لزوم تقوى الله والتوبة النصوح إليه، وكثرة الاستغفار وترك الأعمال المسخطة لله ولرسوله من تعصبٍ جاهلي، وتحزّب مقيتٍ، وتعامل بالربا، وسرقة واختلاس ونهب واحتكار أقوات الفقراء والمحتاجين الذين هم أحد أسباب النصر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »إِنَّما تنصرون وترزقون بضعفائكم«.

ونذكر جميع المؤمنين والمؤمنات من أبناء هذا الشعب بأهميّة الإقبال على الله سبحانه وتعالى واستثمار نفحات أيام الله في العشر من ذي الحجة وفي سائر الأوقات بالتضرع والمناجاة والدعاء للمجاهدين والجرحى والأسرى والمفقودين والتعجيل بالنصر والتمكين الذي وعد الله به المؤمنين.

وختاماً نعزِّي كل أهالي المجزرة البشعة في أرحب وكافة شهداء مجازر العدوان السعودي الأمريكي في سائر مناطق اليمن.

نسأل الله الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى والخلاص للأسرى والعودة للمفقودين والنصر والتمكين لأبناء الجيش واللجان الشعبية المجاهدين في كل الجبهات والجهات والمجالات والميادين.

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 1/ذي الحجة 1438هـ الموافق 23/أغسطس 2017م