دمشق: سنختار التوقيت للرد على الغارات الاسرائيلية

اعلن مصدر سوري مسؤول الاثنين ان بلاده ستختار التوقيت للرد على الغارات الاسرائيلية التي حصلت الجمعة والاحد على سوريا .
وقال المصدر في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من بيروت ان "سوريا سترد على العدوان الاسرائيلي لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك"، مشيرا الى ان ذلك "قد لا يحصل على الفور، لان اسرائيل في حالة تأهب".
وأكد المصدر "سننتظر، لكننا سنرد".
وقامت يوم الأحد طائرات حربية إسرائيلية بعدوان جوي صاروخي من الأراضي المحتلة ومن جنوب لبنان باتجاه ثلاثة مواقع تابعة للقوات المسلحة في الجمهورية العربية السورية تقع في شمال شرق جمرايا وفي ميسلون وفي مطار شراعي بمنطقة الديماس في دمشق وريفها أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين السوريين وأدى إلى تدمير واسع في هذه المواقع وفي المناطق المدنية القريبة منها.
واكد ما يسمى "المرصد السوري" ان24 شخصا على الاقل قتلوا في الغارات، مضيفا ان مصير العشرات غيرهم ما زال مجهولا.
وكانت وزارة الخارجية السورية اكدت في رسالتين متطابقتين موجهتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أن هذا العدوان الاسرائيلي السافر يأتي تاكيدا على التنسيق بين "إسرائيل" والمجموعات الإرهابية والتكفيريين التابعين لـ "جبهة النصرة" إحدى أذرع القاعدة بهدف تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الأرض الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأن "إسرائيل" هي المستفيد والمحرك والمنفذ في بعض الاحيان لما تشهده سورية من اعمال ارهابية تستهدفها دولة وشعبا سواء بشكل مباشر أو عبر أدواتها في الداخل.
وأضافت الوزارة: أن الجمهورية العربية السورية تؤكد في هذا الاطار بطلان المزاعم التي أطلقتها "إسرائيل" في الآونة الأخيرة لتبرير أعمالها العدوانية بذريعة نقل أسلحة إلى خارج الحدود السورية.
وأوضحت أن استمرار إسرائيل بأعمالها العدوانية من شانه زيادة التوتر في المنطقة وجرها إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تهدد السلم والأمن الدوليين في المنطقة وفي العالم.
وأشارت إلى أن الحكومة السورية تعتبر أن التصريحات الأميركية التي سبقت واعقبت شن الغارات المذكورة شجعت "إسرائيل" على القيام بعدوانها ووفرت غطاء سياسيا لها لخرق السيادة السورية في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
وقالت الوزارة: إن سوريا إذ تؤكد على حقها في الدفاع عن نفسها وأرضها وسيادتها تطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي على سوريا ومنع تكراره والحيلولة دون تدهور الوضع في المنطقة وخروجه عن السيطرة.
وختمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن سوريا تعتبر أن استمرار بعض الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن في توفير الغطاء لاستمرار "إسرائيل" في عدوانها واحتلالها للأراضي العربية بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل يحملها المسؤولية الكاملة عن التبعات التي يمكن أن تنجم عن الأعمال العدوانية الإسرائيلية.
من جانبها اعربت روسيا الاثنين عن قلقها بشان الغارات الجوية التي شنتها تل ابيب على اهداف سورية وقالت انها تهدد بتصعيد التوتر في الدول المجاورة لسوريا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نحن ندرس ونحلل جميع الظروف المحيطة بالانباء المقلقة للغاية بشان الغارات الجوية الاسرائيلية في 3 و5 ايار/مايو".
واضافت ان "المزيد من التصعيد للنزاع المسلح يزيد وبشكل كبير خطر خلق مراكز توتر في لبنان اضافة الى سوريا، وكذلك زعزعة الاستقرار في الوضع الذي لا يزال مستقرا نسبيا في منطقة الحدود الاسرائيلية اللبنانية".
وانتقدت الصين علنا الاثنين الغارات الاسرائيلية على سوريا مع وصول رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى شنغهاي في زيارة عمل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول الغارات "نعارض استخدام القوة ونرى انه يتعين احترام سيادة كل دولة".
واضافت ان الصين تحث كافة الاطراف "على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن اعمال من شانها تصعيد التوتر".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين الى "حل سياسي" للنزاع في سوريا، بعد شن "اسرائيل" غارتين على سوريا.
وقال فابيوس خلال زيارة لهونغ كونغ ان "الوضع في سوريا مأساة حقيقية" تطاول الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان مضيفا "لم تعد المسألة مأساة محلية بل اقليمية".
وحذر من انه "اذا ما استمر هذا الوضع، فقد يتحول الى كارثة انسانية وسياسية".
ودعا رئيس برلمان العراق اسامة النجيفي نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى الرد على الهجمات الاسرائيلية الاخيرة ضد سوريا التي اعتبرها انتهاكا لميثاق الامم المتحدة.
ونقل بيان عن النجيفي انه "طالب النظام السوري بحق الرد على الهجمات الاسرائيلية".