بوتين مستعد لتقديم تسجيل المحادثات بين ترامب ولافروف بخصوص “معلومات سرية للغاية مع موسكو” الى الكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ.. ويعتبر واشنطن تعاني “الانفصام السياسي”

تهكم الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء على فضيحة المعلومات السرية التي قيل أن الرئيس الأميركي أقشاها متحدثا عن “غباء” لدى مروجي هذه الأنباء ومقترحا كشف مضمون اللقاء بين دونالد ترامب وسفير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وهذا أول تعليق علني لبوتين على فضيحة المعلومات السرية التي كشفتها صحيفة واشنطن بوست في حين لم يتوقف دونالد ترامب خلال أربعة أشهر من حكمه عن الرد أو تبرير علاقاته مع روسيا.
وبعد أسبوع من الإقالة المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي اتهم ترامب “بالثرثرة” مع الدبلوماسيين الروس، بالإضافة إلى العمل على انهاء تحقيق تجريه “اف بي آي” حول علاقات محتملة بين فريقه الانتخابي وروسيا.
وخلال مؤتمر صحافي في سوتشي عقده مع رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني، رد بوتين على أسئلة الصحافيين بلهجة تجمع بين التهكم والنقد، قائلا “علي أن أوجه توبيخاً (لسيرغي لافروف) لأنه لم يتقاسم هذه المعلومات السرية معنا. لا معي ولا مع مسؤولي الاستخبارات الروسية”، فأثار ضحك لافروف وعدد من المسؤولين الروس الحاضرين.
ثم أضاف بلهجة أكثر جدية “”إذا وافقت الإدارة الأميركية، نحن مستعدون لان نقدم تسجيلا للحوار الذي دار بين لافروف وترامب الى الكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ”.
وأوضح المستشار في الكرملين أوري أوشاكوف بعد انتهاء المؤتمر الصحافي أن بوتين لم يكن يقصد “تسجيلا صوتيا” لما دار خلال الاجتماع في البيت الابيض بل “محضرا مكتوبا يعده عادة شخص متخصص في اجتماعات من هذا النوع″.
وقالت واشنطن بوست إن ترامب كشف معلومات استخباراتية عن عملية يخطط لها جهاديون في أثناء اجتماعه في 11 أيار/مايو بلافروف والسفير الروسي بواشنطن سيرغي كيسلياك في البيت الابيض.
وقالت ان المعلومات قدمها شريك للاميركيين لم يأذن لواشنطن مشاركتها.
وعبر السناتور الجمهوري جون مكين عن غضبه من تصرف ترامب قائلا إنها “رسالة مقلقة لحلفاء أميركا وشركائها في العالم”.
وطلب تشاك شومر، زعيم المعارضة الديموقراطية، توفير نسخة عن مضمون اللقاء الى لجنتي الاستخبارات في الكونغرس.
– انفصام سياسي –
وقال بوتين ان هذه الفضيحة تسلط الضوء على “أجواء الانفصام السياسي المتزايدة” التي تخيم على الولايات المتحدة.
وتساءل “ماذا سيخترع هؤلاء الناس الذين يروجون لهذه التفاهات؟ واذا كانوا لا يدركون انهم يسيئون الى بلدهم، فهم ببساطة اغبياء. اما اذا كانوا يدركون فهم خطرون وغير شرفاء”.
ودافع ترامب عبر تويتر عن حقه “المطلق” في مشاركة معلومات عن “الارهاب وأمن الملاحة الجوية”.
وهو ما أيدته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قالت الاربعاء ان الرئيس الاميركي هو الذي يقرر “ما يناقشه مع أي شخص يستقبله في البيت الابيض”.
وأضافت “نحن نواصل العمل مع الولايات المتحدة ونواصل تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة كما نفعل مع دول اخرى حول العالم”.
وأكد مسؤول أميركي الثلاثاء لفرانس برس معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز ومفادها ان المعلومات التي تقاسمها الرئيس الأميركي مصدرها إسرائيل التي يفترض أن يزورها الأسبوع المقبل.
وسعت إسرائيل إلى احتواء تداعيات المسألة، وتجنب مسؤولوها التعليق مباشرة عليها.
واشاد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بعلاقات الدفاع الوطيدة بين اسرائيل والولايات المتحدة في تغريدة على تويتر بالانكليزية قال فيها “ان العلاقة الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة أكبر حلفائنا، عميقة وكبيرة وغير مسبوقة من حيث الحجم (…) هكذا كانت هذه العلاقة وهكذا ستستمر في المستقبل”.