قصيدة بعنوان .... الهوية القرآنية .... للشاعر معاذ الجنيد في ذكرى الشهيد القائد


في ذكرى استشهاد السيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي ( سلام الله عليه ) :

(( في أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِها أُمَمُ ))
أتيتَ من نور طه أيها العَلَمُ
أتيتَ من داخل القرآن تذكرةً
كما أتت غافِرٌ ، والصّفُّ ، والقلَمُ
ما عشتَ عُمركَ بالأعوام ، بلْ سِّوَراً
تُتلى ، فأيامكَ الآياتُ والحِكَمُ
كم عُمركَ الآن ؟ قُرآنٌ بأكملهِ
كأنَّ روحكَ جُزءٌ فيه أو قَسَمُ
إليهِ ، منهُ ، بهِ تحيا عليه ، وفي
هُداهُ تبدأُ تاريخاً وتختتمُ
من ( ولتَكُنْ ) كُنت يا بن البدر أُمّتنا
على خُطاكَ استقام الناس وانتظموا
مِنْ سارِعوا ، وأعدّوا ، أنفقوا ، استبقوا
توكلوا ، واستعينوا ، جاهدوا ، اعتصموا

بالحلِّ في زمن اللاحل جئتَ لنا
والعصرُ في حيرةٍ ، والرأيُ مُنقسمُ
على شفا حفرةٍ كنا تمدّدَ في
أيامنا اليأسُ ، والإحباطُ ، والندمُ
خُلِقتَ للعصر هذا لا سواه هُدىً
وأُمةُ المصطفى تجتاحها الظُلَمُ
يستنجدون بأمريكا إذا اتفقوا
ويستغيثون أمريكا إذا اختصموا
 
يا ثورة الوعي أحيَت موت أُمتنا
تهدي من استُضعِفوا ، تُودي بمن ظَلَموا
جاءوكَ من خوفهم بالحرب فاحترقوا
فيها ، وأشرقت منها بعدما هجموا
ظنوكَ كالناس فرداً يفتكون بهِ
لكنهم بالحسين الأُمةِ .. اصطدموا
تعطّلت أدواتُ القتل واعتذرت
منهم فما أنت من للموت ينسجِمُ
يموتُ فيك الرصاصُ الحيُّ مُنطفئاً
ليُدركوا فيه أن الميتين هُمُ
حجّت إلى بابكَ الأرواحُ عاشقةً
حتى الصواريخ حجّت عكس ما فهموا
جاءَتْ فقُلت اصرُخي بالحق فانفَجَرت
إنِّي بمن أطلقوني الآن أضطرِمُ
نعم أرادوا ، ولكنَّ الإله أبى
فما الذي منك جهلاً يرتجي العدمُ ?
لن يُطفئوا فيك نور الله داخلنا
لو الخليجُ رِئاتٌ ، والرياض فَمُ
 
يا صرخةً يُجرفُ المستكبرون بها
كأنَّ ترتيبها الطوفانُ ، والعَرِمُ
الناس منكَ استفاقوا ، جاهدوا ، بذلوا
تسلَّحوا بهُدى الإيمان واحتزموا
أعدتهُم لكتاب الله فانبهروا
كأنهم قبلُ للقرآن ما علموا
قدّمت للناس من قرآنهم عجباً
مسيرةً تعبرُ الدنيا وتقتحمُ

مسيرةً قلبُها القرآن ، مُهجتها
طه ، يداها عليٌّ ، رأسها القيمُ
وعقلها الوعيُ ، والانفاقُ في دمها
نبضٌ ، وصدقُ التولي في العروق دمُ
مسيرةً وجهها الإيمان ، وجهتها
روح الإبا ، نفسها الإيثارُ والكرمُ
أنفاسها الصبرُ ، والإحسانُ جوهرها
وصدرها الحقُّ ، والتقوى لها قدَمُ
وصرخة الحق سيف الله في يدها
النصر ميعاد من بالصرخة التزموا
مشروعها نُصرة المظلوم ، مبدأها
رفضُ العِدا ، مُقلتاها القُدسُ ، والحَرَمُ
العالميةُ معناها ، وغايتُها
بكل أحرار هذي الأرض تلتحمُ
الله قائدُها الأعلى ، وقائدُنا
فيا قُوى الشر مهلاً ، كيف ننهزمُ ؟
المصطفى ، وعليٌّ ، والحسينُ لها
وزيدُ ، والآلُ ، والأنصارُ قد رسموا

فكيف يفشلُ مشروعٌ تعهّد أن
يحميه للناس جبارٌ ، ومُنتقمُ
يا مُنقذ الأرض لما صار قادتُها
همُ الأذلاءُ ، والأقزامُ ، والخدمُ
كانت مكائد أمريكا بباطِنها
وكنتَ تكشفُ ما سرّوا وما كتموا
بكَ استبقنا مساعيها لأمتنا
واغتاظَ من وعينا الأعرابُ ، والعجمُ
فلا غرابة إن أبدوا مخاوفهم
والأرض بعدكَ لم يبقَ بها صنمُ

يا عالميّ الرؤى والكونُ مُنغلقٌ
يا واسعاً والفضاءُ الرحبُ مُزدحِمُ
أسطورةٌ يا بن بدر الدين أنت لنا
الكونُ يهوي ، وشعبي كلهُ هِمَمُ
الآن أنتَ جوار الله تنظرنا
ترى تخبُّطَ أمريكا وتبتسمُ
العالمُ الآن أصفارٌ مُؤمركةٌ
وأنت وحدكَ في هذا المدى رقَمُ
عليك أزكى صلاة الله ما انطلقت
بك القلوبُ ، وثارت خلفكَ الأُممُ
21 / ابريل / 2017 م