صحيفة الشارع بعنوان : تعليمات الأوصياء الكبار

أبلغوه أن هناك ملاحظات على أداء حكومة الوفاق كعدم تقيدها بتنفيذ الإصلاحات وعدم الشفافية في الأعمال والعقود والمناقصات التي تقوم بها

لقاء عاصف جمع الرئيس هادي بسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الذين طرحوا 4 ملاحظات وشروط
أبلغوا الرئيس أن هناك إجماعا بين المانحين على عدم تقديم أي دعم لليمن إلا للضرورة وحتى تتضح نتائج مؤتمر الحوار
أبلغوه أن هناك ملاحظات على أداء حكومة الوفاق كعدم تقيدها بتنفيذ الإصلاحات وعدم الشفافية في الأعمال والعقود والمناقصات التي تقوم بها
ساخطون من عدم إصدار بقية القرارات العسكرية وإكمال هيكلة الجيش والأمن
قالوا إن بقية قوات الجيش ما زالت في يد النظام السابق وشددوا على ضرورة فتح باب التقاعد في الجيش والأمن
شددوا على ضرورة ألا يتجاوز قوام الجيش 150 ألفاً والأمن 100 ألف فقط لا غير
كان الرئيس هادي مستاءً بعد انتهاء اللقاء
الرئيس:
- تنفيذ الهيكلة الآن صعب حتى يتم استكمال بقية متطلباتها
- الهيكلة متوقفة بسبب علي محسن الذي لم أستطع أنا ولا أنتم إقناعه بالقبول بالقرارات وتنفيذها
"الشارع":
التقى رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، أمس، سفراء: الولايات المتحدة الأمريكية، جيرالد فايرستاين، المملكة المتحدة البريطانية، نيكولاس هوبتون، وجمهورية فرنسا، فرانك جيله، وسلموه النتائج التي خرج بها مؤتمر أصدقاء اليمن، الذي انعقد في لندن في السابع من مارس الجاري.
وفيما قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الرئيس هادي رحب بتلك النتائج، ووصفها بـ "الرائعة"، وقال إن مؤتمر أصدقاء اليمن في لندن "جاء في الوقت المناسب متزامنا مع التحضير النهائي لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل"؛ أبلغ "الشارع" مصدر سياسي رفيع مقرب من الرئاسة أن السفراء أوصلوا إلى الرئيس هادي رسالة مفادها أن المانحين لن يقدموا أي دعم لليمن، وطرحوا مجموعة من الشروط التي طالبوا اليمن بالالتزام بها.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا أبلغوا الرئيس هادي أن "هناك إجماعا بين المانحين على عدم منح اليمن، أو تقديم أي دعم لها؛ لأن هناك ملاحظات على أداء حكومة الوفاق، مثل عدم التقيد بشروط البنك الدولي في تنفيذ الإصلاحات، وعدم الشفافية في الأعمال والعقود والمناقصات التي تقوم بها".
وأوضح المصدر، نقلاً عن مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية، أن السفراء الثلاثة قالوا إن النقطة الثالثة التي منعت المانحين من تقديم الدعم تتمثل في "عدم إكمال بقية قرارات هيكلة الجيش والأمن، وعدم إصدار بقية القرارات العسكرية الخاصة بهيكلة الجيش، مشيرين إلى أن بقية قوات الجيش مازالت في يد النظام السابق".
وقال المصدر: "المسألة الرابعة؛ قال السفراء للرئيس هادي إن المجتمع الدولي لن يستطيع دفع أو تقديم أي مبلغ لليمن، إلا للضرورة، حتى تتجلى نتائج مؤتمر الحوار، وحتى يتم الالتزام بما طرحوه سرا على هادي وشركائه".
وأفاد المصدر بأن السفراء طالبوا بالتزام حكومة الوفاق بتنفيذ الإصلاحات التي قدمها البنك الدولي، والالتزام بالشفافية في الأعمال وعند توقيع عقود المناقصات.
وأوضح المصدر أن السفراء شددوا، في لقاء أمس مع الرئيس هادي، على ضرورة المضي في هيكلة الجيش والأمن، وفتح باب التقاعد في صفوف هاتين المؤسستين. وذكر المصدر أن السفراء شددوا على ضرورة ألا يتجاوز قوام الجيش اليمني 150 ألف فرد، وقوات الأمن 100 ألف فرد فقط لا غير.
وأفاد المصدر بأن الرئيس هادي "كان مستاءً بعد اللقاء"، مفيداً بأن "هادي" استعرض للسفراء، خلال اللقاء، "كل ما قد تم تنفيذه، فلم يقتنع السفراء؛ لأنه كان من الواضح أنهم جاؤوا للقاء برسالة محددة".
وقال المصدر: "السفراء لم يتحدثوا إطلاقاً عما كان عشوائيا في الجيش، أو عن وجود مليشيات وجيش شعبي لم يتكلموا عنه، رغم أنهم يعرفون أن أغلب أجهزة الأمن والجيش أصبحت في يد طرف سياسي وعسكري معروف".
وأضاف المصدر: "قال السفراء للرئيس هادي إن من الضروري أن يتم الآن فتح باب التقاعد في الجيش والأمن، واستكمال بقية عملية هيكلة الجيش والأمن، فرد عليهم الرئيس بالقول إن تنفيذ الهيكلة الآن صعب حتى يتم استكمال بقية متطلباتها، وقال لهم إن الأمن ضعيف في المحافظات وهيكلته في اللحظة الراهنة سيضعفه أكثر".
وتابع المصدر: "رد السفراء بالقول إن تجربة هيكلة وزارة الدفاع ناجحة، ولم يحصل خلال تنفيذها أي تدهور"؛ غير أن هادي أكد أن "عددا من السلبيات تخللت عملية هيكلة الجيش".
وبشأن بقاء أقرباء الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في الجيش؛ قال هادي للسفراء، طبقاً للمصدر، إنه "قد تم فعلاً استبعاد أقرباء صالح، ولم يبق إلا أحمد علي؛ إلا أنه أصبح غير فعال ولا يؤثر"، مؤكداً أن "مسألة هيكلة الجيش متوقفة بسبب اللواء علي محسن، الذي مازال يرفض ترك موقعيه في الفرقة والمنطقة الشمالية الغربية".
وقال المصدر إن "هادي" قال للسفراء إنه لم يتمكن من إقناع اللواء الأحمر بالقبول بقرارات الهيكلة وتنفيذها، كما لم يتمكن السفراء والمجتمع الدولي من إقناعه بذلك.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية إنه "جرى خلال اللقاء مناقشة التطورات والمستجدات على صعيد التحضيرات النهائية لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تتجه إليه الأنظار وطنيا وإقليميا ودوليا باعتباره الجوهر الأساس للتسوية السياسية التاريخية في اليمن المنبثقة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن ٢٠١٤ و٢٠٥١".
وأفادت وكالة "سبأ" الرسمية بأن "هادي" تسلم من السفراء الثلاثة بيان الرئاسة المشتركة للاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن في لندن، مشيرة إلى أن مجموعة أصدقاء اليمن أكدت، في البيان، "أهمية أن تكون المرحلة الانتقالية عمليه شاملة".