باب المندب باب النصر ومطمع دول العدوان في اليمن

لم تخفي دول العدوان الهدف الحقيقي لعدوانها على اليمن والمتمثل في الاستيلاء على موقع اليمن الاستراتيجي بالنسبة للمنطقة والعالم وثرواتها البكر في باطن ارضها والتي مثلت مطمعا للدول الكبرى، فالذاكرة القريبة جدا لا تزال تذكر جيدا تصريحات مسؤولين اسرائيليين عقب ثورة 21 من سبتمبر حول تخوف اسرائيل من ثورة الشعب التحررية من الهيمنة السعودية _الامريكية وادواتها الاجرامية (داعش والقاعدة) والتي ترجمتها تصريحات الضابط الاستخباراتي السعودي انور عشقي في لقائه مع مسؤول كبير في اسرائيل وهو يتحدث عما اسماه مدينة النور وهو المشروع الذي يهدف الى انشاء انبوب نفط من اليمن الى اريتيريا ليكون بذلك نفط اليمن تحت الهيمنة الاسرائيلية مباشرة.

كما ان الكثير من ابناء اليمن لايزالون يتذكرون ما نشرته قناة سكاي نيوز الامريكية عن شركات التنقيب عن النفط والحديث الذي جرى خلال ذلك البرنامج عن المخزون النفطي الهائل الذي تمتلكه محافظة الجوف اليمنية والذي عمدت الكثير من القنوات الاعلامية التابعة لدول العدوان على تغطيته بشكل واسع ومن ثم العمل على تكذيبه لكي يصرفوا نظر ابناء الشعب عن تلك الثروة.

كانت شركة موانئ دبي وميناء عدن وما جرى قبل العدوان من تحرير عقود بين وزارة النقل اليمنية والشركة الاماراتية شاهد حي على الهدف الحقيقي لمشاركة دولة الامارات العربية في العدوان على اليمن.

تزامنت كل تلك التصريحات والاحداث والضجة الاعلامية عن الثروات المدفونة في باطن الارض اليمنية وتميز موقعها الاستراتيجي مع استهداف مملكة آل سعود لليمن عبر ادواتها وعملائها والذين يقبعون اليوم في فنادق الرياض او عبر ادواتها الاجرامية المسماة (بداعش والقاعدة) والذين عملوا على ارتكاب ابشع الجرائم في حق ابناء اليمن من اغتيالات وتفجيرات وحملات تحريضية ممنهجة لضرب وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني سواء كان ذلك بالتحريض المذهبي او المناطقي مما مهد لدول العدوان تنفيذ عدوانها الغاشم على اليمن.

بالرغم من ان مضيق باب المندب اليمني يقلق اسرائيل وحدها ولم تخفي ذلك القلق بل عبرت عنه على لسان رئيس وزرائها امام الكونجرس الامريكي الا انه جرى الدفع بمصر لتشارك في العدوان على اليمن لتشارك بذلك الدول العربية اسرائيل قلقها من ثورة ابناء اليمن التحررية على مضيق باب المندب.

وبذلك تتضح الصورة حول الدوافع والاهداف الحقيقية وراء مشاركة جميع الدول المنخرطة تحت مظلة المشروع الامريكي الاستكباري والاستعماري في عدوانها على اليمن، فمثلما كانت اليمن للامبراطوريات السابقة لنفس الاسباب السابق ذكرها فقد باتت اليوم مطمع للامبراطورية الامريكية مقدمة كل انواع الدعم اللوجيستي والاستخباراتي والعسكري لدول العدوان ولادواتها الاجرامية (داعش والقاعدة) موهمة تلك الدول بمشاركتهم في الاستفادة من مضيق باب المندب وجزيرة سقطرى وميناء عدن والثروات النفطية المخزونة في باطن الارض وموهمة ايضا لداعش والقاعدة بممالك تقيم عليها اماراتها الاجرامية في مناطق من اليمن كما وعدوهم بذلك سابقا في افغانستان!

ولكن هذه الامبراطورية لن تنال اكثر مما نالته سابقاتها من خزي واذلال فاليمن كانت ولا تزال (مقبرة الغزاة) ومثلما كان باب المندب هو مطمع دول العدوان فانه سيكون هو باب النصر من الله العزيز الجبار.