سلبية الجمهور العربي !!!

من الفرضيات المنتشرة التي خبرتها او تعززت لدي من تجربة العدوان على اليمن ان الراي العام العربي غير فاعل في التأثير على موقف المجتمع الدولي ,ودوره محدود او يكاد يكون منعدما في التاثير على مسار الاحداث والصراعات في منطقة الشرق الاوسط ذاتها ,بل ان المجتمع الدولى يلاحظ الرأي العام الغربي واتجاه مزاج الشارع الغربي فيما يخص الوقائع القائمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي أكثر من ملاحظة الرأي العام العربي .
جملة من العوامل الموروثة وغير الموروثة تعاورت في بناء وتشكيل وإخراج شخصية الانسان العربي وأنتجت منه كائنا او حيوانا صامتا(التعريف المنطقي للانسان انه حيوان ناطق) ومشلول الفاعلية مستلب الوعي والإدراك والإرادة , يفتقر إلى الشعور بالمسؤولية .
ويتهم الجمهور العربي بانه جمهور قطيعي يحكّم في مقاربته للعالم معايير جماعته ,حزبه,منطقته,مذهبه,طائفته, الحاكم ,يستوى في ذلك الاسلامي والعلماني القومي واليساري او اليبرالي,وتضافرت جملة من العوامل أعاقت من الفردنة (لا بالمعنى الليبرالي الاناني )بمعنى التشكل الحر للفرد والمجتمع.
الفيلسوف التفكيكي ميشيل فوكو يثير مقارنة فارقة بين "السلطة الرعوية " في الفكر الشرقي والفكر السياسي عند اليونان, في راي فوكو ان عبارة "الراعي والرعية " في الفكر الشرقي تصور الرئيس او الملك باعتباره راعيا والسلطة باعتبارها رعاية وبالتالى يمارس سلطته على قطيع يشكلون الرعية ,يقوم بلم شملهم وجمع شتاتهم كما يجمع الراعي قطيعة ,وتعهد احتياجاتهم والسهر لحمايتهم ولذلك هو صاحب فضل عليهم فما يعمله لهم هو بدافع الاخلاص لتخليص الرعية وليس باعتبارها واجبات يتحمل الرئيس او الحاكم مسؤوليتها بحكم موقعه لا تفضلا منه .
وقديما نصحت أم ابنتها وهي تهيؤها للزواج بقولها لها " اختبري زوجك قبل الإقدام عليه فانزعي زج رمحه فان سكت فاقلعي سنانه فان سكت فقطعي اللحم على ترسه فان سكت فكسري العظام بسيفه فان سكت فاجعلي الإكاف على ظهره فإنما هو حمارك ".

لا تريد إلام هنا الإشارة إلى ما يقوله الفلاسفة في الإشارة إلى حقيقة الإنسان "حيوان ناطق" وإنما إلى أمر أدركته بفطرتها هو أن الإنسان الذي يتنازل عن لسانه ويصادر ذاته انما في يتنازل عن إنسانيته .
ما أدركته هذه الأم بفطرتها من علاقة جوهرية بين النطق وحقيقة الإنسان هو ما أدركه الفلاسفة ببراهينهم و اقيستهم المنطقية فالنطق اشرف ما خص به الإنسان لأنه صورته المعقولة التي باين بها سائر الحيوانات ولذلك قيل ما الإنسان بدون اللسان إلا بهيمة ممثلة أو صورة ممثلة وهو عينه ما أكده القران في قولة تعالى "خلق الإنسان علمه البيان".

 
 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.