ثورة 21سبتمبر ما بين "محب غال" ومبغض قال"

في الموقف من ثورة21 سبتمبر وما تلاها من أحداث هناك فريقان(على سبيل الجملة لا بمعني ان كل فريق يشكل كتلة متجانسة فكل فريق تترواح مواقفه بين طرفي خط بياني )يقفان على طرفي نقيض منها الا أنهما يلتقيان في "شرطة آداب ومحاكمة" من خلال الجلد الذاتي او الإدانة الأخلاقية والتعنيف الرمزي لثورة 21 سبتمبر كل من زاويته.
الفريق الاول "محب غال"- ان صح التعبير- ينتمى بالأساس لمناصري التغيير الا انه ينظر للثورة باعتبارها ارادة عقلية مخططة او فكرة مجردة او مثالية يجري تشكيلها في الوعي وتحديد مساراتها والولاتها وما يجب ومالا يجب لها ,وحدثا لحظيا ينجز أهدافه دفعة واحدة وعلى هذا الأساس يرهق الثورة بالماينبغيات ويمارس الجلد الذاتي لما يعتقده قصورا ثوريا في التحقق الكلي المتزامن لأهداف الثورة .ولا يلقى بالا لشروط وظروف الواقع وممكناته واكراهاته وقواه الاجتماعية والسياسية .
والفريق الثاني"مبغض قال" يتزعمه دوائر المال وسلطة الكمبرادور وكل القوى المضادة للتغيير التي من مصلحتها استمرار الوضع, والملتحقين بهذه القوى من العدميين والانهزاميين والوصوليين الذين ينظرون للأوضاع القائمة بكل شروطها وتجلياتها قدرا لايمكن قهره ,يقف كل حول وحيلة الفاعلين السياسيين عند مجرد أداء ادوار إصلاحية كسقف اعلي ضمن حدود ما هو قائم والتطبيع معه و التفكير في تحويله او إعادة إنتاجه ضرب من العبث ,وانه بالنضال الصوفي الناعم والتغيير العذري الصامت و بالقوة الذاتية للفكرة السامية من غير إزعاج ولا صخب نستطيع اجاز انتصار مجاني بلا ثمن ولا الم ولا عنف .
هذا الفريق يمارس إشكالا من العنف الرمزي ضد ثورة 21سبتمبر والتبخيس والتتفيه والتسفيه لها ولحواملها السياسية والاجتماعية والإدانة الأخلاقية للمسار الثوري برمته بدعاوي المدنية والسلمية تارة وحقوق الإنسان تارة أخرى ,وتوظيف أدوات الهيمنة الايدلوجية والوسائط الإعلامية لتعظيم المخاوف والتهويل من المخاطر المتخيلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمس بالعبط القائم ,وتزييف وعي الفئات الشعبية المفقرة والمهمشة ,وتربص أي خدوش تجرح سمو الفكرة الثورية ومجهرتها للتشنيع والتشهير .
.
ان المقاربة الموضوعية التي يمكننا من خلالها محاكمة ثورة 21سبتمبر تقوم على أساس ان الثورة عملية جدلية تهدف للتغيير من خلال النشاطات الخلاقة والفعل النضالي للقوى الثورية في تعالقها مع الشروط البنيوية الممكنة وباعتبار الثورة مسار يتحقق باستمرار من خلال ما يسميه غرامشي "حرب المواقع " ,وفكرة سامية قوتها من قوة حواملها السياسية والاجتماعية ...
مقدمة لمقالة تحليلية لثورة 21 سبتمبر تنشر قريبا ..

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.