اللعبة تسبق اللاعبين

جاء تدخل القوى الدولية والاقليمية في اليمن من خلال المبادرة الخليجية والقرار الدولي 2014 وبتشاور مع اللاعبيين المحليين التقليديين إنما لفض الاشتباك بين اللاعبين المحليين التقليدين انفسهم مع الابقاء على نفس قواعد وعناصر اللعبة السابقة فبدت تلك القوى الدولية والاقليمية وكأنها حكّم كسول اهمل متابعة اللعبة اثناء سيرها ثم مالبث ان انتبه لإهماله في مرحلة الاشتباك ليعود الى دور التحكيم النشط والاندماج في اللعبة مع اللاعبين المحليين في مرحلة لاحقة ليصبح طرفا في الاشتباك وجزء من الازمة وعناصرها حتى ظهروا بمظهر من يريدوا انقاذ انفسهم للخروج مما صنعوه با نفسهم .
مشكلة الاطراف الدولية واالاقليمية في المبادرة الخليجية انهم ارادوا فض الاشتباك فقط لتستمر اللعبة وفقا للقواعد القديمة وبنفس الوسائل المستهلكة ذاتها وبنفس اللاعبيين دون تغيير اللهم في الموقع فاصبح راس الحربة مدافع والمدافع تصدر الواجهه في اطار نفس الفريق بل ان الوسائل في المبادرة هي ذاتها المستهلكة تجريبيا خلال 22 عام , انتخابات مزورة عبثية , حوارات خاوية لا يلتزم بمقرراتها احد بل لا تعدو عن كونها استراحات بين اشواط اللعبة المملة , تعديل الدستور الذي اصبح بحسب وصف احد اساتذتي في القانون انه الشئ الاكثر مرونة في البلد من اي قانون الى درجة انه توقع ان تعديله سيكون كل اسبوع ولذا لا داعي لتدريسه .
من ناحية اخرى اراد اللاعب الدولي والاقليمي ايضا عدم تدحرج اللعبة خارج الملعب اليمني الى ملاعبهم ولم يستوعبوا ما يسمى بالربيع العربي وبعيدا عن تقييمه كثورة او فورة فانه ابتدأ تعبير عفوي صادق يرنوا الى مستقبل مختلف تماما عن الماضي بدأت اولى فصوله العفوية بتونس وسيستمر رغم كل محاولات احتوائه بدافع حتمية التغيير ورفض الجمود والترهل الذي اصاب الملعب السياسي واللاعبيين القدامى .
شيبة الراس المدبر للمبادرة الذي هرمنا منه ومنها بداء قصير النظر ومترهل جدا والشاهد على ذلك ان اللاعبيين المحليين القدامى (اطراف الازمة ) لم يفضا الاشتباك بينهما بل بداء الطرفان ينظران إلى الحكم السابق الكسلان واللاعب الدولي الاقليمي لاحقا المترهل كخصم بسبب التدخل المباشر لفرض نتائح واهداف على الطرفين , مما ادى الى خروج الطرفين المحليين عن قواعد المبادرة للعب خارج الملعب بقواعد متعددة عصية على الفهم .
اللاعبيين الجدد ( اطراف الثورة ) والذين كانت مطالبهم في اطار الملعب المحلي ولم تكن لديهم خصومة مباشرة مع اللاعب الدولي والاقليمي بل في احيانا كثيرة كان ينظر له كحكم كسول في الحد الادنى او غير محايد في الحد الاقصى اما بعد المبادرة التي استثنت قضاياهم ومظالمهم و انفسهم بل واصبح الحكم الكسول لاعب ضمن الفريق القديم وتمادى بمحاولة تسديد اهداف غير شرعية مثل محاولة اجبار الجنوبيين وشباب الثورة والحوثيين على دخول ما يسمى بالانتخابات الرئاسية والتصمييم بعد ذلك على ان الانتخابات كانت هدف نظيف تم تسجيلة في مرماهم , ادى ذلك الى النظر اليهم كلاعب خطيرفي فريق طرفي الازمة يجب مواجهته , والشواهد على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال حرق وتمزيق صورة الملك عبد الله ال سعود في ساحات الحرية والتغيير وكذا منع رفع اعلام السعودية في جمعة باعوم في المعلا بخشونة والخروج بمظاهرة ضد السفير الأمريكي وهناك شواهد اخرى كثيرة. كل ذلك جعل اللاعبيين المحليين القدامى والجدد ينظرون الى ملعب الجارة الكبرى باعتباره ملعب الحسم بسبب دخولها كلاعب ، وكذلك تململ جماهير ذلك الملعب من نمطية اللعبة وترهل اللاعبيين وانسداد افق المستقبل وهذا ما جعل المبادرة ايضا تفشل في هدفها الثاني وتشكل الدافع لانتقال اللعبة خارج الملعب اليمني رغم انه حتى اللحظة لم تبداء اللعبة في ملعبهم وما نشاهده في المنطقة الشرقية لا يعدوا عن كونه تسخين من اجل اكتساب اللياقة .
الاطراف الدولية والاقليمية باهمالها في المبادرة الخليجية والقرار الدولي 2014 اهم عنصرين وهما الشعب في الجنوب والشمال والازمات المتراكمة لعشرات السنيين والتي تدحرجت ككرة الثلج لتصبح جبلا في وسط الملعب السياسي لامناص منه مع قواعد لعبة تغيرت بحكم الواقع الذي فرضته الثورة التحررية في الجنوب وكذا الثورة التغييرية في الشمال ليظهر في المعادلة لاعبين جدد شباب واكثر حيوية من اللاعبيين القدامى ياتي على راسهم الحراك الجنوبي وشباب التغيير والحوثيين بملاعب مفتوحة وبوسائل متعددة سلمية مع عدم استبعاد الخشونة و العنف بحسب مقتضيات اللعبة. كل ذلك يضع المبادرة الخليجية بسبب اهمالها تلك العناصرفي زاوية الفشل الكامل ، ولا داعي لتمديد فشلها حتى لاتخلق ازمات جديدة عابرة للملاعب سيتحمل اعبائها الجميع بما في ذلك اللاعب الدولي والاقليمي ولو انهم احتفظوا بدورهم كحكم نشيط ومحايد لكان افضل لهم ولنا ولما اصبحت اللعبة تملك دافع وقدرة في الحركة وتتدحرج وتكبر ذاتيا لتصل الى ملاعب اخرى واخشى ما اخشاه ان تسبق اللعبة اللاعبين زمانا ومكانا.
إشارة :
كانت المبادرة (مشروع سياسي لخارطة طريق المرحلة الإنتقالية) التي تبنتها حركة خلاص في بداية الثورة متوازنة وصادقة ومنبثقة من إحتياجات وضرورات المرحلة إلا أنه تم تجاهلها لأنها لا تخدم بصفة خاصة القوى الدولية واللاعبون التقليديون الذين يحبذون إستمرار اللعبة القديمة بكل حذافيرها دون نقصان. وما تزال هذه المبادرة الوطنية بعد إجراء بعض التعديلات الضرورية عليها قابلة للتطبيق لإنقاذ مايمكن إنقاذه.
فتمعن يامبصر

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.