أيها الشيخ : قف ، لا تعسكر ولدي ، بحجر الله !

---- قف ايها الشيخ .. أمامك قبيلي .. يقول لك بملء الفم .. كفى ، لقد عسكرتني ، وعسكرة أبي وجدي .. فلا تعبث بولدي فتحوله مثلما حولتنا الى كائنات طاهشة ناهشة ، حلمها اذا لم أقتل ، فاني سأقتل حتماً ، نعيش من الموت والى الموت ، وان صادف وان عشنا فهي للفيد ومغانم للشيخ ، قطاع طرق من الدرجة الأولى . قف ايها الشيخ البندق ، حولتنا انا واهلنا وكل القبيلة الى عسكر لخدمتك ، رقم نقاتل من أجل قصرك , مالك وعرضك وبقعتك ، حتى سلك الكهرباء حولته الى غنيمة بمزاج عبثي دامٍ ، وكذلك أنبوب البترول .. نعيش في الظلمة ، وقصرك ينير بجماجمنا ..حولتنا الى رقم بحزام ناسف لأي تباشير دولة ، أو أن يلوح في افق قانون .. ستلغى الغنيمة أن وجدت الكهرباء والمدرسة ، والمشفى ، والطريق الآمن .. أم ولدي تبكي بحرقة ، في السر تدعي عليك بأن يحرق قلبك مثلما احرقت كبدها على ولدها ، ولدها قتل وهو يدافع عن احجار قصرك ، وحصبتك المحصوبة بالدم والخراب .. ابها الشيخ ، مليون ريال لا تكفي مقابل رأس ولدي .. فلا تلحق حفيدي بخندق الرعب ، لا تحوله عبداً في ملكوت قصرك ، لا تحوله الى مقاتل ومطاعن، وناهب، وأمير الظلام . أنا القبيلي الذي خدم جدك وأبيك ليقدم لكم الوطن غنيمة تعبثون فيه كما تريدون .. في قريتي وقريتك ايها الشيخ ، لا مدرسة سوى بوابة الشيخ نحرسها ، لا وطن سوى غرفة حراسة قصرك المنيف ، لا أسرة سوى رفاق مثلي ، نهب هبة رجل واحد ان عطس الشيخ ، أو تنحنح أو اراد أن يبصق في المتفل القريب من ركبته .. نحن كل هذا .. الوطن المبصقة الذي يريده الشيخ المبندق .. لا يعيش ولا ينتعش إلا في ازيز الرصاص والمدافع ، وقوافل الأثوار المنحورة ، واسفلت تغرق فيه الدماء البشرية المختلطة بروث الأثوار ، لا ينتعش إلا من اراض وبقع وعمارات وشركات ، وبرلمان ، ووزارة تتوارث وتورث .. وأنا القبيلي الخادم المهدور ، لا نرث سوى لعنة اننا قبائل من حجر ورصاص ودخان تموت من أجل أن تحيا سماطة الشيخ ، وجنبيته ، وصورة والده المعلقة في صحون وجدران القصور . قف ، ايها الشيخ اريد لإبني مدرسة ، وقلم وطبشور ، وبوك يكتب اجمل الأشعار ، الوان يطبع ملامحه وملامح ابيه والرفاق قبل أن يختفوا في غابات البنادق . أنا القبيلي أيها الشيخ : ايها الشيخ انا انسان ولست زخة رصاصة تحيني أن قتلت ، وتميتني ان قاتلت .. اريد أن أواصل ما تبقى من حياتي بمحراث بديلا عن البندق .. اريد كهرباء لأ تعرف على ملامح ولدي الذي ضاع في الظلام بأمر الشيخ اريد كهرباء لأتحسس ملامح زوجتي التي تنتظرني سنيين ، وانا عسكور من أجل خدمة الشيخ وعائلاته الممتدة التي لا تنتهي . ايها الشيخ : اريد لأبني أن يكون آدمي يحترم اشارة المرو ، يقف مع الحق ، يريد دولة ، قانون ، ان يتساوى ولدي مع ابن الشيخ .. اريد ولدي ان يكون ابن الدولة لا ابن حضيرة الشيخ مثله مثل أي ثور يعتلف من فتات مائدة الشيخ . انا انسان ، لست مرتزقاً .. قف ايها الشيخ . أمامك ولد القبيلي .. سيتنفض ويقول لك منذ اليوم لست بندقا ولا عسكور ، ولا مرتزقا ، انا ابن الدولة .. ولد القانون .. قف .. قف ..قف ----- * نشر المقال في صحيفة الاولى

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.