أحلام المحطوري وأحقاد " ياسين "

مقال بعنوان أحلام المحطوري وأحقاد " ياسين " للكاتب عباس السيد وتم نشره في يوميات الثورة لليوم الأربعاء 29 يوليو 2015م والرابط يعيد نشره هنا " .. على طريقة الذين فجروا ويفجرون أنفسهم في مساجد العراق وحفلات الزفاف بفنادق عَمَّان ، يتمنى "ياسين" لو ينفجر قنبلة في وجهي لتطير روحه إلى الجنة ، ويعجل بروحي إلى الجحيم ..".  الشهيد الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري يروي قصته مع احد طلابه الذي تم استقطابه للجهاد في أفغانستان . مهما كتبنا وقلنا عن الشهيد العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري ستظل كتاباتنا وأقوالنا ناقصة ولن نستطيع أن نفي هذا العالم الجليل حقه.. فعمن- عن أي- محطوري نكتب : عن المحطوري رجل الدين أم رجل السياسة ، عن المحطوري المناضل والثائر أم المحطوري المؤلف والشاعر ؟ .  لم يكن الشهيد المحطوري مجرد رجل دين تنحصر اهتماماته في الرد على فتاوى الفرائض والنوافل والحلال والحرام . فقد كان يعي أن مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه وأمته أشمل وأكبر ، ومن أجل ذلك ، عاش حياته كرجل دين وسياسة واضطلع بدوره كثائر شجاع ومناضل جسور. في ذروة الحملة المعروفة بـ " الجهاد في أفغانستان " كان المحطوري يحذر من مخاطر زج الشباب من اليمنيين في تلك الحرب لأنها لا تخدم العرب أو المسلمين . وبطريقته الساخرة كان يعلق على ذلك ويقول : الأفغان مقاتلون أشداء والرجل منهم بخمسة يمنيين ـ طولا وعرضا ـ وليسوا بحاجة إلى جلب الأبرياء الذين يتشوقون للجهاد ولا يدرون شيئا عن المؤامرات .  حمى الجهاد في أفغانستان أصابت حتى طلابا كانوا يدرسون في مركز بدر الذي يديره الشهيد المحطوري نفسه . وفي هذا ، كتب الشهيد بحرقه في بحث له عن " الجهاد والعنف وتداول السلطة " عن أحد طلابه بعد عودته من أفغانستان ما يلي :  " .. كم آلمني أن يختطف من بين يَدَيَّ طلاب أعزاء كرام علمتهم مبادئ دينهم المتسامح المنصف ، ومن ضمنهم "ياسين" الخجول المؤدب الذي كان يبتسم بحياء ورقة كالنسيم العليل، وكم كانت صدمتي حين لقيته بعد أن عاد؟ وياليته ماعاد! ينظر شزرًا، ويختزن لؤمًا وحقدًا، ويتحدث عني بوقاحة وقلة أدب، لا أدري ما سبب ذلك كله إلا ما أدريه عن تشنج الخوارج .. " . ويستطرد المحطوري في حديثه : " يتمنى "ياسين" لو ينفجر قنبلة في وجهي لتطير روحه إلى الجنة ، ويعجل بروحي إلى الجحيم . على طريقة الذين فجروا ويفجرون أنفسهم في مساجد العراق وشوارعها ، ووسط حفلات الزفاف بفنادق عَمَّان . ويسأل المحطوري ياسين : " ما الذي جرى، ما دهاك ؟ ! فيجيبه بمشقة من شدة الغيظ : أنتم بحاجة لإبادة ، ونحن سنبيدكم عندما نؤمر بذلك .. ويستغرب من إجابة طالبه : يالطيف !! من أنتم ، ومن نحن ؟! أعاذنا الله من شرك أيها المجاهد الحقود ، وعوضنا عن مصيبتنا فيك وفي أمثالك ، ولا سامح الله من غرس في قلبك الشوك، وحولك من نسيم إلى سموم ، ومن بلسم إلى علقم، كيف صرتم أخِفَّاء الهام ، سفهاء الأحلام ؟ " . ويفقد المحطوري الأمل في أمثال هؤلاء الشباب ويقول :  " إن هذا اللون من البشر كالقنابل مستعدة للانفجار حسب رغبة المبرمجين لها، فهي تنفجر أحيانًا في مخزن ذخيرة الأنظمة ــ بقصد أو بدون قصد ـ وأحيانا تنفجر في مستودع الأمريكان ، أو في مساجد الشيعة ، أو في مناسبات العزاء ، أو الأفراح ، أو الأسواق الشعبية " .  رحل المحطوري شهيدا في محرابه كما كان يتوقع .. لا فرق بين أن يكون قاتله " ياسين " أو " طه " أو سواهما ، فالقاتل الحقيقي هو من أصدر الأوامر ، وهي منظومة شاملة .... أفنى المحطوري حياته في مواجهتها وكشف مؤامراتها التي تستهدف النيل من العرب والمسلمين والسيطرة على مقدراتهم ، وتعمل بكل السبل لتقويض الإسلام القويم من داخله عبر تحريف مبادئه السمحة وطمس معالمه الروحية والمادية .  رحل المحطوري وقد سجل شهادته التي سمعها بأذنه لشخص بجوار قبر النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم وهو يتحدث عن " بدعة القبة " التي تعلو ضريح النبي ، ويقول المحطوري : تمنيت لو أن عفريتا يخنقه ويرمي جثته في البحر الميت ، ويؤكد الشهيد في تعليقه على ذلك بأن أمثال هؤلاء هم ضحايا تربية خاطئة يمارسون نشاطهم الفكري الإرهابي برعاية دول وحكومات وأجهزة استخبارات إقليمية ودولية .  aassayed@gmail.com