بوتين يصدّق على العقيدة العسكرية الروسية الجديدة: ’الناتو’ أبرز أعدائنا

صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية الروسية والتي تعتبر حشد القدرات العسكرية للحلف الأطلسي "الناتو" من أهم الأخطار الخارجية التي تواجه البلاد.

يأتي هذا غداة تسجيل زيادة كبيرة في ميزانية النفقات العسكريّة المرصودة لعام 2015 في روسيا الاتحادية، بلغت نسبتها 33 % مُقارنة بما كانت عليه في العام 2014، وذلك على الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ.

ورأى خبراء ومُتخصّصون بالمجال الأمني، في الخطوة الروسيّة المذكورة، قراراً حازماً من موسكو بمواجهة الضغوط التي تتعرّض لها على خلفيّة أزمة أوكرانيا.
وقد منحت وزارة الدفاع الروسية، من خلال تخصيص ما يُوازي نحو 83 مليار دولار أميركي (بحسب سعر الصرف الحالي للروبل الروسي) للأنشطة العسكريّة في العام 2015، "ضوءاً أخضر "لتعزيز القدرات القتالية الروسية في مواجهة الدول الأعضاء في "حلف شمال الأطلسي"، وذلك في كل من دول البلطيق وشرق أوروبا وفي محيط شبه جزيرة القرم، علماً أنّ القيادة الروسية أمرت بتحديث الكثير من الصناعات العسكريّة لهذا الغرض.
ورأى الخبراء أنّ هذا الأمر يؤكّد أيضاً أن لا نيّة لأيّ تراجع روسي للدعم المُقدّم للدول الحليفة في الشرق الأوسط، وفي طليعتها إيران وسوريا، في المدى المنظور.

الروبل يرتفع لليوم السادس على التوالي

إقتصادياً، صعد سعر صرف العملة الروسية الروبل أمام الدولار واليورو خلال تداولات الجمعة، لليوم السادس على التوالي إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من ثلاثة أسابيع.

وعزا خبراء في السوق ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى جملة الإجراءات التي أطلقتها الحكومة الروسية واقتراب الموعد الضريبي في البلاد الذي أدى إلى زيادة الطلب على الروبل.

فقد انخفض سعر صرف الدولار أمام الروبل بمقدار 67 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك) ليسجل قراءة عند مستوى 51.88 روبلا للدولار الواحد، وتراجعت العملة الأوروبية اليورو بمقدار 1.04 روبل لتصل إلى مستوى 63.51 روبلا لليورو الواحد. وحدد المصرف المركزي الروسي سعر صرف الدولار أمام الروبل لعطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) ويوم الاثنين، بـ 52.0343 روبلا للدولار الواحد.

وأعلنت السلطات الروسية أن تعافي سعر صرف الروبل أمام الدولار لم يؤد إلى زيادة الطلب على الرحلات خارج روسيا من قبل المواطنين.
وقالت إيرينا تورينا الناطقة باسم اتحاد صناعة السياحة الروسي إن الرحلات إلى الأماكن التي تتعامل بالروبل مثل جورجيا وأرمينيا وقرغيزستان تباع بشكل جيد.

وفي تطور لافت، أعلن البنك المركزي الروسي أنه منح المصارف الروسية اعتباراً من بداية الشهر الحالي إمكانية الولوج إلى منظومته الإلكترونية للتعاملات البنكية التي أنشأها كبديل لمنظومة "سويفت" العالمية.

ويأتي إعلان المركزي الروسي عن إطلاق منظومته الإلكترونية للتعاملات البنكية بعد أحاديث حول إمكانية قيام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت SWIFT" بقطع خدماتها عن روسيا، إلا أن الجمعية أكدت في وقت سابق أنها لا تفكر ذلك.

يشار إلى أن النظام المذكور "SWIFT" يربط بين الهيئات المالية والبنوك في 210 بلدان في العالم، من بينها معظم الدول العربية ويزيد عدد المؤسسات المالية المشتركة على 9000 مؤسسة. وتهدف هذه المنظومة إلى تقديم أحدث الوسائل العلمية في مجال ربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين جميع أسواق المال من خلال البنوك المسؤولة عن تنفيذ ذلك بمختلف الدول.

نتائج اجتماع مينسك محور مناقشات مجلس الأمن الروسي

سياسياً، ناقش مجلس الأمن الروسي حيثيات ما توصلت إليه مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية في اجتماعها الأخير في العاصمة البيلاروسية مينسك.

وقال السكرتير الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن المجلس الذي ترأسه الرئيس فلاديمير بوتين "بحث المسائل الملحة لجدول الأعمال الاجتماعي - الاقتصادي، والقضايا الدولية، وجرت مناقشة الأمور الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية بالتفصيل، بما في ذلك على خلفية جولة مفاوضات مينسك التي جرت أمس".

بدوره، أشار المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف إلى أن موسكو تستشعر لمسات واشنطن وتأثيرها على قرارات الاتحاد الأوروبي، خاصة تلك المتعلقة بالعقوبات.

وأعرب تشيجوف عن أمله في استئناف الحوار بين موسكو وبروكسل، لأن الاتحاد الأوروبي بدأ يدرك عقم العقوبات ضد روسيا. وقال الدبلوماسي الروسي إن العقوبات الأوروبية ضد القرم هي أمر متناقض وهراء، مشيراً إلى أن فرض العقوبات هو آلية من صلاحيات مجلس الأمن الدولي حصراً، وخلاف ذلك هو قيود أحادية وغير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، يرى أكثر من ثلث الأوروبيين (35%) أن العقوبات ضد روسيا لعبت دورا سلبياً في تسوية الأزمة الأوكرانية.

ووفق استطلاع للرأي، أجراه معهد بحوث "أي سي ام ريسيرتش" بتكليف من وكالة "سبوتنيك" في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، فإن 26% من المستطلعين فقط أعربوا عن تقيمهم الإيجابي لدور العقوبات في تسوية الأزمة، بينما اعتبرها حوالي 28% عديمة الفائدة.

كييف تتعهد بإصدار عفو مشروط عن مقاتلي دونيتسك ولوغانسك

في غضون ذلك، أكد أندريه ليسينكو المتحدث الرسمي باسم العملية الأمنية، التي تجريها كييف في شرق أوكرانيا، إمكانية إصدار عفو عن مسلحي دونيتسك ولوغانسك في حال عدم ارتكابهم جرائم ضد أوكرانيا.

وقال ليسينكو في حديث لوكالة "إنترفاكس أوكرانيا" إنه "يمكن تطبيق العفو حيال بعض الأوكرانيين المقاتلين إلى جانب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في حال عدم ارتكابهم جرائم خطرة ضد العسكريين والمواطنين الأوكرانيين وفي حال تعاونهم بنشاط مع أجهزة الأمن الأوكرانية".

من جهة أخرى، أعلنت داريا موروزوفا المفوضة لحقوق الإنسان في جمهورية دونيتسك الشعبية أن سلطات كييف ودونيتسك ستتبادلان الأسرى مساء الجمعة بصيغة "225 مقابل 150".

وكان ألكسندر زاخارتشينكو رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد قد أعلن أن أطراف المفاوضات في مينسك اتفقت على تبادل الأسرى وفقاً لمبدأ "الجميع مقابل الجميع".

وأكدت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية ثبات موقفها بشأن اتفاقات مينسك، مشيرة إلى أن سحب الأسلحة الثقيلة الأوكرانية في شرق أوكرانيا سيبدأ بعد وقف إطلاق النار على مدى 48 ساعة على الأقل.

ومع ذلك أكدت الأركان العامة الأوكرانية أن الحديث لا يدور عن انسحاب وحدات عسكرية من مواقعها في المنطقة.

وبدأت الجمعة عملية تبادل مئات الاسرى بين كييف والمعارضة في شرق اوكرانيا في اطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه الاربعاء في مينسك.

هذه العملية بدأت بتبادل مجموعة من 30 أسيرا من كل جانب بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا (45 كلم شمال معقل دونيتسك الانفصالي) تشمل 222 انفصاليا و150 اوكرانيا.