موقع «المونيتور» يكشف دلالات وأبعاد مخطط العدوان الذي سعى لتنفيذه عفاش

تناول موقع «المونيتور» دلالات وأبعاد مخطط المملكة العربية السعودية الأخير داخل اليمن، من خلال إبعاد الرئيس اليمني السابق عن «الحوثيين»، معتبراً أن مساعي الرياض في هذا الخصوص تعود لأشهر خلت.

وفي مقاله الأخير في «المونيتور»، رأى الكاتب الأمريكي الشهير بروس ريدل، أن حصيلة ذلك المخطط،«تركت الرياض أكثر انغماساً في المستنقع اليمني»، و«أثارت المزيد من الأسئلة حول القيادة السعودية»، في إشارة إلى التشكيك بكفاءة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وألمح الكاتب، تحت عنوان: «السعوديون يسقطون في (شرك) مؤامرتهم الخاصة»، إلى وجود سوء تقدير من جانب الأجهزة الاستخبارية التابعة للمملكة العربية السعودية، ولسائر دول «التحالف»، بشأن ميزان القوى شمال اليمن، والذي يرجح كفة «الحوثيين»، لافتاً إلى أن «التحالف»، الذي تتزعمه الرياض، «توقع أن يقوم صالح بعمل أفضل مما كان»، أو أن قوى التحالف «لم تقم بما هو مطلوب منها» على هذا الصعيد. وأردف الكاتب أن إزاحة محمد بن نايف من المشهدين السياسي والأمني في السعودية، حد من كفاءة الأجهزة الأمنية للمملكة، ملمحاً إلى أن الطامة الأكبر تبقى في «الإخفاقات الأوسع مدى» لسياسات الرياض، وليس في أجهزتها الاستخبارية.

وفي محاولته كشف بعض أوجه قصور المخطط السعودي بالانفتاح على صالح من أجل إضعاف جماعة «الحوثيين»، اعتبر ريدل أن ذلك المخطط افتقر إلى خطة لإنقاذ صالح، أو استغلال الوضع حال تفكك تحالفه مع الجماعة. فالطيران السعودي، وباستثناء عدد قليل من الغارات الجوية، «لم يفعل شيئاً لمساعدة مناصري صالح»، فيما جاء إعلان الرئيس هادي عن إطلاق عملية عسكرية باتجاه صنعاء بعد مقتل الرئيس السابق، ودون دلائل على وجود محاولات فعلية للتقدم نحوها. كما أن «المؤامرة السعودية افتقدت إلى استراتيجية من أجل وضعها موضع التنفيذ، حالما ينقلب صالح» ضد جماعة «الحوثيين»، إضافة إلى «غياب خطة ملموسة، وجلية لمساندته، ودعم مناصريه» في مواجهة الجماعة، ما يجعل تلك المؤامرة «مضللة، وغير مستندة إلى معطيات صحيحة»، تماماً كقرار بن سلمان بالدخول في حرب اليمن، وفق تعبير ريدل.

وأوضح ريدل أن السعوديين عملوا، ولمدة لا تقل عن عام، من أجل إقناع صالح بالتخلي عن تحالفه مع جماعة «الحوثيين»، مشيراً إلى أن سماح الرياض لفريق طبي روسي بمعالجة الرئيس اليمني السابق في أكتوبر الفائت، حمل «إشارة واضحة بوجود مصلحة سعودية بالتحاق صالح بسفينة» المملكة، وهو ما أدركته الجماعة، ودفعها إلى بذل جهود حثيثة من أجل إضعاف نفوذ الرئيس اليمني السابق في العاصمة، وفي مناطق أخرى من شمال اليمن، وصولاً إلى جولة الاشتباكات الأخيرة التي أظهرت أن للجماعة اليد العليا في صنعاء، وانتهت إلى مقتل صالح في الرابع من ديسمبر الجاري.

ومع الإشارة إلى توصيف جماعة «الحوثيين» لمقتل صالح، بالحدث «التاريخي»، ودعوتها قادة ومناصري حزب «المؤتمر الشعبي العام» لمواصلة مواجهة «التحالف»، جزم ريدل بأن الجماعة قد «فازت بالجولة الأولى، وبشكل حاسم»، مشدداً على أنه «ما زال من المبكر الحكم على مدى قوة، وصلابة قبضة الحوثيين على صنعاء، ومناطق الشمال» اليمني. وأضاف أن الجماعة عملت في الأحداث الأخيرة على توجيه «رسالة قوية، وبنفس قومي، مفادها أن اليمنيين يمقتون جيرانهم الخليجيين الأثرياء»، في إشارة إلى دول «التحالف» في اليمن.

وفي ما يخص نهاية صالح، عبّر ريدل بالقول إن الرئيس اليمني السابق الذي لطالما تمكن من التحايل على «الدول الأقوى» منه خلال فترة حكمه لليمن، وقع أخيراً في شر أعماله، من خلال الإصغاء إلى السعوديين.

وفي المحصلة، ذهب ريدل إلى أن حرب اليمن التي تكلف المملكة العربية السعودية 5 مليار دولار شهرياً، إلى جانب إخفاق مخطط صالح، يجعل من «إيران، الفائز الوحيد منها»، فيما «يتعين على واشنطن مساعدة الرياض في سبيل التوصل إلى مخرج من المستنقع (اليمني)».