أطفال اليمن في يومهم: #يا_عالم_يكفينا

نهم من يعيش حياة الذعر والهلع تحت القصف وأصوات الصواريخ، ومنهم من يسقط مغشياً عليه من شدة الجوع، ومنهم من يقضي يومه على أرصفة الشوارع. هذا هو حال أطفال اليمن، الذين حرمت الحرب 2.5 مليون منهم من التعليم، وتهدد 4 ملايين آخرين بسبب قطع مرتبات المعلمين، بحسب ما تقول لـ«العربي»، أحلام أحمد، سفيرة الشباب العالمي للتعليم في اليمن. 


وعشية «اليوم العالمي للطفل»، الذي يحتفل به العالم في الـ20 من نوفمبر من كل عام، قُتل ثمانية أطفال بغارة جوية لـ«التحالف» استهدفت منزلاً في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، وفقاً لما نقلته وكالة «سبأ» عن مصدر محلي، في تطور شاهد على جزء مما يعانيه أطفال اليمن منذ أكثر من عامين. 
وليس القتل سوى واحد من أوجه المعاناة التي يكتوي بنارها أطفال اليمن بسبب الحرب المستمرة والحصار المفروض على اليمن، حيث تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن «هناك أكثر من 20 مليون شخص، بمن فيهم أكثر من 11 مليون طفل، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة»، وأن سوء التغذية الوخيم يهدد حياة نحو 400 ألف طفل، وفقاً لبيان مشترك لـ«الصحة العالمية» ومنظمة الـ«يونيسف» و«برنامج الأغذية العالمي»، قبل أيام. 


وتشير أحلام أحمد، سفيرة الشباب العالمي للتعليم في اليمن، مديرة مرصد التعليم، في حديث إلى «العربي»، إلى أن «الحرب الجارية في اليمن أدت إلى حرمان 2.5 مليون طفل يمني من التعليم، وتسببت في تدمير ما يقارب من 1815 مدرسة، منها ما دمر جزئياً ومنها ما تم دميره كلياً، ومنها ما تم استخدامه لإيواء النازحين، ومنها ما تم استخدامه لأغراض عسكرية». 

ليس القتل سوى واحد من أوجه المعاناة التي يكتوي بنارها أطفال اليمن


كما تسببت الحرب أيضاً، وفقاً لأحمد، في قطع رواتب 166443 من المعلمين، وبالتالي قد يتوقف المعلمون عن التدريس، و«ينتج من ذلك حرمان 4 ملايين طفل من التعليم، بالإضافة إلى 2.5 مليون ونصف مليون محرومين من التعليم، وبهذا يصبح لدينا ستة ملايين ونصف مليون من الأطفال غير المتعلمين، بمعنى أنه سيكون لدينا جيل كامل غير متعلم».


وتتابع أنه «في زمن الحرب، يُحرم الأطفال من أبسط حقوقهم، وهاهو العالم اليوم يحتفل باليوم العالمي للطفل، فكيف هو احتفال أطفال اليمن يا ترى؟ فمنهم من يقتلون، ومنهم من يعيشون حياة الذعر والهلع تحت القصف وأصوات الصواريخ، ومنهم من يسقط مغشياً عليه من شدة الجوع، ومنهم من يقضي يومه على أرصفة الشوارع متحملاً أتربتها وقذارتها وحرارة الشمس الحارقة، يتضور جوعاً في الانتظار لعل أحدهم يستأجره للعمل لديه كي يجني قوت يومه، ومنهم من فقد عائلته وأصبح مشرداً بلا مأوى، ومنهم من ترك المدرسة وتوجه إلى العمل كي يعيل أسرته، ومنهم من فقد بعض أعضائه وأصبح معاقاً يفتقد أبسط حقوقه باللعب والمرح بين أقرانه». 


كذلك، في ظل الحرب، وفي اليوم العالمي للطفل، هناك أيضاً، كما تقول مديرة مرصد التعليم، «من يتسول بين أزقة المدينة وفي طرقاتها، ومنهم من يستخدم في جبهات القتال، ومنهم من يتنقل بين نفايات المدينة بحثاً عن شيء يأكله أو شيء يستطيع بيعه ليشتري بقيمته ما يسد جوعه ويبقيه على قيد الحياة، ومنهم فتيات انتزعت منهن طفولتهن وأُجبرن على الزواج المبكر، ومنهن من أُجبرن على ترك المدارس والذهاب للعمل من أجل مساعدة أسرهن». 


#يا_عالم_يكفينا


وبمناسبة #اليوم_العالمي_للطفل، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) رسالة مغناة من أطفال اليمن إلى العالم، تحت عنوان «يا عالم يكفينا»، أداها عدد من نجوم الفن ليطلقوا «نداءً واحداً لعل العالم يسمعهم هذه المرة من أجل أن تنتهي الحرب وأن يعم السلام البلاد»، بحسب المنظمة.