ما الذي يحدث في شبوة!

 سيطرت قوات النخبة الشبوانية المدعومة من قبل دولة الإمارات على ميناء بلحاف وعلى منشئات الغاز والنفط في محافظة شبوة.

 

وجاءت الحملة بعد تجهيز قوة من الفين مقاتل تم تدريبهم في مدينة المكلا، وأطلق عليها قوات النخبة الشبوانية لتكون القوة الثالثة التي ترعاها دولة الإمارات في جنوب اليمن المحتل، إضافة إلى قوات النخبة الحضرمية وقوات الجهاز الأمني في عدن ولحج.

 

وتحت ذريعة قتال تنظيم القاعدة في شبوة، وصلت القوات وبحماية أمريكية وإماراتية إلى رضوم وعزان وحبان وميفعة، ونصبت إثني عشر حاجزا للتفتيش.

 

سيطرة قوات النخبة على مواقع التنظيم لم تسجل خلالها أي مواجهات عسكرية مباشرة، بعد تفاهمات أجراها زعماء قبليون بين عناصر القاعدة وبين قوات النخبة أفضت إلى انسحاب مقاتلي التنظيم إلى محافظة أبين.

 

 الطيران الأمريكي والإماراتي ضرب أهداف قريبة من تواجد عناصر التنظيم بقنابل صوتية، وشوهد العشرات من الأليات وهي في طريقها صوب محافظة أبين، الأمر الذي دعا صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التشكيك في نوايا الحملة العسكرية، ووصفتها بعملية شكلية من أجل الاستحواذ على مصادر الطاقة جنوبي اليمن.

 

مراقبون أكدوا أن العملية التي أشرفت عليها الإمارات شبيهة بعملية تحرير محافظة أبين في أغسطس الماضي من قبل قوات الحزام الأمني دون مواجهات عسكرية بين الطرفين، وبعد تفاهمات توسط فيها زعماء قبليون قضت بإخراج عناصر القاعدة بسلاحهم إلى المناطق الجبلية.

 

وقوبلت الحملة بغضب من قبل قبائل العوالق الذين أبعدوا من قوام تشكيل القوات وتم تجميع من قبائل الواحدي وبلعيدي وبني هلال وبلحارث من مديريات رضوم، وعزان، وحبان، وميفعة، وهي المناطق التي تمثل السلطنة الواحدية القائمة قبل العام ١٩٦٧.

 

وعد مراقبون الاهتمام الإماراتي بتلك المناطق يأتي لإضعاف بقية مناطق شبوة التي تضم قبائل العوالق التي يوالي العديد من زعمائها سلطات عبدربه منصور هادي والسعودية وتتلقى تلك الزعامات امتيازات بملايين الدولارات نظير توفير الحماية للمنشئات النفطية والغازية بالمحافظة.

 

من جهتها قبائل العوالق دعت إلى اجتماع طارئ مع قوات التحالف في بالحاف، وطالبت بإشراكها في القوات، وأكدت رفضها أن يكون دعم جزء من قبائل شبوة ضد الجزء الآخر.

 

وأكد مصدر قبلي في شبوة لـ "المسيرة نت" أن القبائل استنكرت مداهمة واعتقال رجل الأعمال ناصر بن فريد العولقي الذي تم اعتقاله وكامل عائلته من نساء وإطفال من قبل قوات النخبة الشبوانية بتهمة دعمه لعناصر القاعدة."

 

 مشائخ قبليون في أبين من جهتهم حذروا من توافد عناصر القاعدة إلى مناطقهم وتحدثوا للمسيرة عن التساهل في مواجهة عناصر التنظيم في مناطق شبوة قد يدفع ثمنه أبناء محافظة أبين.

 

وقال رئيس التحالف القبلي في أبين الشيخ محمد الجعدني: إن السياسات المتبعة في قتال عناصر القاعدة كلها تكتيك، وانسحابات وتسليم واستلام، في الأخير القبائل الجادة في قتال القاعدة هي من تدفع الثمن، الثلاثاء الماضي سقط عشرون بين شهيد وجريح في جحين بمحافظة أبين في تفجير انتحاري، وقبلها بأيام نفذ التنظيم عمليتين اغتيال في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، الأولى استهدفت عبدالحكيم عمير والأخرى ناصر صالح الجعري وهما قياديان قبليان وشاركوا في قتال القاعدة في العام ٢٠١٢ في لودر".

 

 قيادات في الحراك الجنوبي وأخرى في الأجهزة الأمنية وجهت تهما لدول الاحتلال في الجنوب، بأنها تستخدم القاعدة كحصان طروادة لإنشاء القواعد العسكرية، والسيطرة على الموانئ والجزر، القيادي في الحراك الجنوبي العميد علي محمد السعدي كتب في صفحته على "الفيس بوك " إن القاعدة مدعومة بالدليل القاطع من قبل نائب هادي علي محسن الأحمر وبالمال السعودي".

 

وكان قد تحدث نائب مدير أمن عدن العقيد علي الذيب ابو مشعل أن الإمارات قامت بإطلاق قيادات في تنظيم القاعدة متورطة في عمليات قتل وتفجيرات في مدينة عدن، وأشار ابو مشعل إلى أن قواته نفذت عمليات سقط خلالها قتلى من جنوده في تلك العمليات وتم القبض على قيادات إرهابية وسلمها إلى القوات الإماراتية التي بدورها أطلقت سراحهم بعد أشهر.

 

وتشهد المحافظات الجنوبية منذ سيطرة قوات الاحتلال عليها تقسيمات مناطقية للمليشيات، وأجهزة أمنية منقسمة بين دولة الإمارات من جهة وبين السعودية من جهة أخرى، وتضم قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات ينخرط فيه أبناء الضالع وردفان ويافع، وقوات النخبة الحضرمية لأبناء حضرموت، وقوات النخبة الشبوانية لأبناء مناطق الواحدي واستبعد أبناء العوالق.

 

فيما ينخرط أبناء أبين وبعض العوالق في قوات الحماية الرئاسية وقوات الوية ومحاور الجيش المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية.