الاثنين القادم.. انطلاق الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في عموم المحافظات

تنطلق الاثنين القادم بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال.

 

تستهدف الحملة التي تنفذ خلال الفترة من 20 وحتى22 فبراير الجاري جميع الأطفال دون سن الخامسة في عموم المحافظات وعددهم خمسة ملايين و19 ألفا و648 طفلا، بمن فيهم من لم يحصنوا مسبقاً ضد هذا الداء والمواليد حديثاً.

 

وأوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الحملة التي تنفذها الوزارة ممثلةً بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع، بالتعاون والتنسيق مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف وحلف اللقاحات العالمي، ستكون من منزل إلى منزل، بالإضافة إلى المرافق الصحية وعبر المواقع المستحدثة والفرق المتنقلة.

 

وأكد الدكتور بن حفيظ أن الحملة ضد شلل الأطفال تأتي نتيجة استمرار ظهور حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري في بعض بلدان إقليم شرق البحر المتوسط، ما يعزز المخاوف من إمكانية عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن سيما في الظروف الحرجة الراهنة التي يتصاعد فيها الاقتتال والمواجهات المسلحة على نطاق واسع في بعض محافظات ومناطق الجمهورية.

 

ولفت إلى أن تلك الظروف انعكست سلباً ونتج عنها تدني في نسبة الإقبال على استكمال الأطفال دون العام والنصف من العمر لقاحات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي من ضمنها لقاح شلل الأطفال.

 

وقال "مع أن اليمن تخلصت من فيروس الشلل تماماً منذ عام 2006م وحصلت بذلك على شهادة خلوها من هذا الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م، فإن هذا الإنجاز الصحي الكبير لا بد من الحفاظ عليه لأجل ضمان سلامة أطفال هذه الأرض الطيبة".

 

وأضاف "لذلك لابد من الاستمرار في تنفيذ حملات تحصين وطنية من حينٍ لآخر في جميع المحافظات كهذه الحملة، في الوقت الذي يشهد فيه التحصين الروتيني للأطفال بالمرافق الصحية على مستوى مناطق متفرقة من البلاد إقبالاً دون المستوى المطلوب على اللقاحات الروتينية المعتادة التي تقدمها المرافق الصحية والتي من ضمنها لقاح شلل الأطفال".

 

وجدد وزير الصحة التأكيد على أن لقاحات التحصين آمنة وليس لها أضرار على صحة الطفل، وأنها تخضع لرقابة منظمة الصحة العالمية من مرحلة إنتاجها حتى وصولها إلى الأطفال في أي بلد أو مكان بالعالم.

 

ودعا الآباء والأمهات وجميع المواطنين إلى تطعيم أطفالهم خلال الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية التي ستنطلق السبت القادم بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.

 

وحث المجالس المحلية وخطباء المساجد ووسائل الأعلام على بث رسائل توعوية البناءة لضمان التغطية الشاملة للمستهدفين من الأطفال، مؤكدا أن مسؤولية الحفاظ على اليمن خالية من شلل الأطفال من خلال التحصين تقع على عاتق كل فرد في المجتمع وليست فقط مسؤولية وزارة الصحة العامة والسكان.

 

ويترافق في هذه الحملة إعطاء الأطفال من عمر (6أشهر-59 شهراً) لقاح شلل الأطفال الفموي، إعطائهم أيضاً جرعة من فيتامين (أ) وهو فيتامين ضروري للجسم؛ يعزز ويدعم مناعة الأطفال ضد الكثير من الأمراض بما فيها مرض الحصبة ومضاعفاتها الخطيرة وكذلك الالتهابات التنفسية والعديد من الأمراض المعدية، ويحد- أيضاً- من مخاطر العوز الغذائي؛ في الوقت الذي تتصاعد فيه مستويات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في اليمن والتي بدورها تضعف مناعتهم بشكل حادٍ وخطير.

 

وبحسب المعايير الطبية تعطى جرعتان من فيتامين (أ) بمعية جرعتي لقاح الحصبة والحصبة الألمانية الروتينية (أي خلال مرحلة التحصين الروتيني المعتاد الذي تقدمه المرافق الصحية على الدوام) وبفاصل زمني بين الجرعة الأولى والأخرى يصل إلى ستة أشهر.

 

يشار إلى أن شلل الأطفال مرض فيروسي حاد شديد العدوى؛ يصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر.. وتبدأ أعراض هذا المرض بحمى وألم في الحلق واحمراره والشعور بالتعب والقيء ثم تزداد هذه الأعراض قوة وحِدّة بمعية أعراض أخرى تتمثل في الشعور بألمٍ في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنج العضلات.

 

وينتقل فيروس الشلل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الالتماس المباشر بالإفرازات الأنفية والفموية للمصاب أثناء العطس أو السعال، كما ينتقل عن طريق الطعام والماء الملوث ببراز الشخص المصاب.

 

ويعد التحصين الحل الأمثل للوقاية، فقد ثبتت كفاءته في الحد من أمراضٍ خطيرة كشلل الأطفال وغيرها من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم، لكنه لا يغني عن الالتزام -أيضاً- بالنظافة الكاملة وتدابيرها بالمنزل وخارجه.

 

كما إن حملات التحصين تؤمن وقايةً للمستهدفين من الأطفال، لكنها لا تغني عن حاجتهم إلى التطعيم الروتيني الاعتيادي ضد أمرض الطفولة الأحد عشر القاتلة والذي تقدمه المرافق الصحية بشكلٍ مستمر من خلال ست زيارات تحصين لجميع الأطفال دون العام والنصف من العمر.

 

واللقاح الفموي المضاد لفيروس شلل الأطفال لقاحٌ فعال جداً، وهو المرتكز الأساسي لمكافحة هذا المرض، وقد ثبتت فعاليته عبر عقودٍ طويلة من استخدامه، حيث بدأ استخدمه في اليمن منذ تأسس البرنامج الوطني للتحصين الموسع عام 1978م، وعلى مر ( 38) سنة من استخدامه ثبت أنه لقاح عالي المأمونية والفعالية، ويؤيد هذا اللقاح تجربة جميع البلدان التي تستخدمه والتي يصل عددها إلى أكثر من(150) بلدٍ حول العالم.

 

فيما حققت اليمن الخلو من فيروس شلل الأطفال منذ العام 2006م وحتى الآن باستخدام هذا النوع من اللقاح, على غرار البلدان التي سبقتنا إلى هذا الإنجاز الصحي العظيم.

 

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen

_____________________________