احتدام الصراع بين قوى الغزو والاحتلال في عدن

تحتدم المواجهات بين الجماعات المسلحة في عدن للسيطرة على مطار عدن وسط اتهامات للإمارات بدعم فصائل مناوئة لما تسمى الشرعية وزعزعة الأمن والاستقرار في صورة تعكس مدى حدة الصراع والانقسام القائم في المحافظات الجنوبية.

تلاشت كل العناوين والشعارات التي رفعتها بعض فصائل الحراك الجنوبي وتذرعت بها للوقوف في صف العدوان وفق إغراءات واعتبارات خاطئة أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم من تناحر واقتتال دائم على النفوذ والسيطرة وتسابق ملحوظ لخوض معارك الاحتلال في مختلف المحاور والجبهات.

وفي جديد فوضى الغزاة والمحتلين اشتباكات عنيفة اندلعت في مطار عدن منذ ليل الأمس بين مسلحين موالين للخائن هادي وآخرين يتبعون فصيلا جنوبيا ولائه بالدرجة الأولى لدويلة الإمارات التي تدخلت بشكل مباشر في هذه المواجهات وشنت طائراتها عدة غارات مستهدفة آليات عسكرية للقوة المناوئة للمدعو صالح العمري المكلف من قبل الإمارات لحماية مطار عدن.

وبالتركيز على أسباب هذه المواجهات يبدو واضحا أن هادي لم يعد يقبل بأن تبقى حراسة مطار عدن خارج سلطته التنفيذية ما دفعه لإرسال قوات بديلة عنها الأمر الذي لاقى امتعاضا إماراتيا انعكس صداما مسلحا أسفر عن قتلى وجرحى من الطرفين وتدمير وإعطاب عدة آليات بحسب مصادر محلية ومواقع إخبارية مقربة من قوى العدوان.

التدخل الإماراتي وهو إذ يكشف عن حدة الانقسام والصراع بين الفصائل المسلحة في عدن إلا أنه أثار حفيظة ما يسمى ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية التي طالبت بعدم تدخل الضباط الإماراتيين في شؤون مدينة عدن في بيان هو الأول من نوعه الذي يكشف عن واحد من أهم مسببات الانفلات الأمني ويفصح بجلاء حجم التدخل الإماراتي الذي اتهمه البيان بدعم جهات تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وتقويض ما أسموه سلطة الشرعية ممثلة بالخائن هادي.

وأمام ذلك وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار انتشار وتوسع نشاط القاعدة وداعش بحسب ما تقتضيه رغبة الغزاة والمحتلين لتمرير مشاريعهم وأجنداتهم يبقى جنوب البلد بؤرة للصراع وساحة للتجاذب وتصفية الحسابات في وقت يستغفل أبناؤه وتمتهن كرامتهم إلى حد قتل وسجن كل من يعارض إملاءات الخارج الأمر الذي يحتاج إلى مراجعة عامة لهذا الواقع المشهود ومكاشفة حقيقية له إن كان ثمة من يسمع أو يبصر.