حصيلة «دسمة» في معارك نجران: انكسار سعودي جديد

 تتعاظمُ أرقام الخسائر  السعودية في معارك جيشها مع اليمنيين على حدودها وداخل أراضيها الجنوبية، وذلك مع استمرار تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» في نجران وعسير وجيزان، بالتوازي مع تصاعد عملياتهم القتالية (الاستنزافية) ضد مواقع الجند السعوديين ومراكز تجمّعاتهم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرتزقة المستأجرين هناك.

ومع إعلان الجيش و«اللجان»، أول من أمس، إسقاط طائرة «أباتشي» أميركية الصُّنع داخل أراضي نجران أثناء مشاركتها في عملية عسكرية سعودية في محاولة للزحف على مواقع جبلية يُسيطر عليها المقاتلون اليمنيون منذ أشهر، يكون الأخيرون قد أكّدوا عملياً الحضور الفعال والثابت في عُمق الأراضي السعودية، وقُدرتهم العسكرية على الاحتفاظ بكامل المساحة الجُغرافية التي يسيطرون عليها.
على صعيد ثانٍ، يحطّم ما حدث في اليومين الأخيرين آمال الجانب السعودي في التقدم، بعدما راهن على أن استخدام آلاف المُرتزقة اليمنيين قد أنهك مقاتلي الجيش و«اللجان» وأفقدهم جزءاً من القُدرة على التصدي على أمل إعادتهم إلى مربع الدفاع، الأمر الذي ينهي الآمال بإفقاد المهاجمين المكاسب الميدانية المتراكمة طوال معارك الحدود وما وراءها في العمق السعودي.
والطائرة المسقطة هي العاشرة التي يُسقطها اليمنيون في خلال العدوان المُقترب من العامين، وأكثرُ من نصف تلك الطائرات أسقط في معارك الحدود، تحديداً داخل مناطق سعودية يُسيطر عليها مقاتلون يمنيون.
ووفق مصدر ميداني، تحدث إلى «الأخبار»، فقد أسقطت الطائرة بسلاح وصفَه بـ«الخاص» في أثناء تنفيذها عملية تمشيط جوية على مواقع جبلية كان فيها مقاتلون يمنيون، وأكد المصدر إصابة الطائرة مُباشرة، ما سبّب سقوطها من الفور، مُضيفاً أنها الطائرة الثانية التي تُسقط في قطاع نجران، بالإضافة الى أربع طائرات أخرى من النوع نفسه أُسقطت في أثناء مواجهات في منطقة الخوبة والطوال في جيزان.
في وقت لاحق من نهار أمس، أعلن الجيش اليمني و«اللجان الشعبي» إسقاط طائرة استطلاع سعودية بالقرب من موقع مشعل العسكري على أطراف مدينة الخوبة التابعة لمحافظة الحرث في جيزان. وبالتزامن مع إسقاط «الأباتشي» وطائرة الاستطلاع المُسيّرة، نجح المقاتلون اليمنيون في قتل خمسة جنود سعوديين وتدمير دبابتي أبرامز أميركيتين في موقع قيادة الشبكة وخلف الموقع. وقُتل في إحدى الدبابات أفراد طاقمها من الجيش السعودي الذين كانوا على متنها لحظة استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.
وفي مواقع عسكرية أعلى مُرتفعات رجلا السعودية، دمّرت آليتان عسكريتان مدرّعتان بصاروخ موجّه أدى إلى احتراقهما وانفجار ما عليهما من ذخائر، بالإضافة إلى آلية ثالثة دُمِّرَت أمس وقتل طاقمها. كذلك استهدفت المدفعية اليمنية موقع العش ورقابة موقع السُديس بعدد من القذائف، مُحققة إصابات مباشرة وفق تأكيدات «وحدة الرصد والاستطلاع».
أيضاً، تجاوز عدد القتلى من الجيش السعودي نتيجة عمليات الخمسين في خلال النصف الأخير من الشهر الجاري، قنص معظمهم في منطقة نجران، حيثُ دارت معظم الأحداث العسكرية في الشهور الماضية. وتشير المصادر الميدانية إلى أن جميع عمليات القنص جرت داخل مواقع وثكنات عسكرية سعودية تبعُد مسافات كبيرة عن نطاق المعارك والمواجهات المُحتدمة بين الطرفين، في إشارة إلى نجاح اليمنيين في اجتياز التحصينات العسكرية والوصول إلى الخطوط الخلفية للجيش السعودي وحرس حدوده.
وفي وقت سابق، استهدفت القوة الصاروخية اليمنية مخزناً للأسلحة غرب جبل قيس في جيزان، واستمرّ تصاعد النيران إثر انفجار الذخائر لساعات من ليل الأحد الماضي، فيما تواصل استهداف عشرات المواقع العسكرية في جيزان بالقذائف وصليات من صورايخ «الكاتيوشا»، سجل فيها مقتل عدد من العسكريين السعوديين، كما حدث في استهداف تجمعاتهم في موقعي الكرس والمنتزه والمعنق والمصفوقة، وتجمّعاً بجوار موقع القرن، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تنقل المصابين.
كذلك استهدف تجمّع للجنود السعوديين في مبنى جمارك منفذ الطوال البري الحدودي محافظة الطوال، حيث استهدف تجمع آخر لمرتزقة الجيش السعودي بثلاثة صواريخ غراد، فيما أحرق المقاتلون اليمنيون دبابة «أبرامز» بعد استهدافها بصاروخ موجّه في موقع السودة، أعقبها تدمير دبّابة «أبرامز» أخرى وآلية بجوارها كانتا في موقع المصفق في جيزان.
إلى ذلك، أعلن الجيش اليمني تصدّيه لزحف كبير حاول فيه المرتزقة، الذين استأجرتهم السعودية، التقدم باتجاه منفذ البُقع. وصاحب العملية غارات مكثفة استهدفت مواقع الجيش اليمني و«اللجان» وخطوط إمداد مفترضة، فيما نقل المصدر تأكيدات حول «انكسار الزحف ومقتل عشرات المرتزقة من المشاركين في الزحف الذي تواصل من مساء الخميس حتى صباح الجُمعة».