الجبهة الداخلية لا تنتهي حدودها عند نقطةٍ معينة !

لا شك أن نقل خطاب الزعيم صالح على قناة المسيرة يُشكل في الحقيقة نقلة نوعية في مستوى الوعي الوطني الذي بلغته الأطراف والقوى الوطنية المناهضة للعدوان ويؤكد على المدى الذي وصل إليه منسوب هذا الوعي من العلو والرفعة !

 

من المؤكد ان غداً(قريباً) ستنقل قناة اليمن اليوم الفضائية خطاب السيد عبدالملك الحوثي القادم كنوع من ردة الفعل الإيجابي لما قامت به قناة المسيرة الفضائية مما يضاعف من تمتين وتقوية أواصر وعُرى وتماسك الجبهة الداخلية الأمر الذي سيسهم في إخراس المزيد من الأصوات النشاز التي تريد بين فترةٍ وأخرى أن تحدث شرخاً في جدار هذه الجبهة الصلبة والمتينة !

 

في الواقع نريد لمثل هذا الحس الوطني أن يستمر صعوداً لأن هذا هو الصوت الذي يجب أن نصغي إليه لا أن نصغي إلى كل من كان في قلبه مرضٌ فلا يستشعر حجم المسئولية وحساسية الوضع ودقة المرحلة فيظل يغني على ليلاه وحده ظناً منه انه بذلك قد أخلص لهذا الفريق أو ذاك وهو في الأصل يضر بالجميع لا نه لا إخلاص اليوم إلا للوطن الكبير والشعب اليمني العظيم وغير ذلك لا نريد !

 

أنتم يا أخواني لا تعلموا إلى أي مدىً يحس المواطن البسيط بالأمن والطمأنينة كلما رأى الجميع يعملون بروح الفريق الواحد ويوجهون سهام قوتهم باتجاه العدو الحاقد لا غير، وإلى أي مدىً أيضاً يشعر بالقلق كلما رأى المناكفات السياسية الغير مبررة تشغل حيزاً من اهتمامات الناس وتلهيهم عن التفرغ لمواجهة العدوان !

 

ما رأيكم .. أأتفرغ وأسخر قلمي وكل إمكانياتي لمواجهة العدوان أم أقعد لأتصيد بعض الأخطاء من هنا او هناك والتي لا ترتقي بفداحتها إلى واحدٍ في المائة من فداحة جرائم العدوان، لا لشيء إلا تماشياً مع مراهقٍ سياسيٍ طائشٍ هنا أو هناك فأبني على حماقاته وطيشه مواقفاً تضر بالجبهة الوطنية الداخلية، وكما يقولون الرصاص الذي لا يصيب (يدوش) ؟!

 

الجبهة الداخلية بالطبع لا تنتهي مثلاً عند حدود مكوني المؤتمر الشعبي العام وانصار الله أوبقية القوى الوطنية المواجهة للعدوان وإنما تشمل كل ابناء الشعب اليمني الرافضين للعدوان أيَّاً كان انتماءهم أو توجههم السياسي أو الحزبي ومهما كانت أراءهم مخالفةً أو مغايرةً بمعنى أنه يكون لأي مواطنٍٍ الحق في أن يكون ما يشاء ؛ مؤتمرياً، حوثياً، إصلاحياً، إشتراكياً، بعثياً، أو أو ..، أو أن يرفض من يشاء، ولكن ليس من حقه بأي حالٍ من الأحوال أن يمالئ أو يؤيد العدوان أو يتعاطف معه على الأطلاق !

 

بصراحة علينا ان لا نحاول أو نسعى إلى حشر الخصوم - من اليمنيين طبعاً - جميعهم في زاويةٍ واحدةٍ أو نتخذ منهم ككل موقفاً واحداً، بل العكس من ذلك فإنه يتوجب علينا أن لا نألو جهداً في استمالة ما أمكن إستمالته من المغرر بهم من خلال عمل كل ما من شانه إيضاح الحقائق وتقريب وجهات النظر وعدم تكرار أو السكوت عن بعض الممارسات الأحادية والمنفردة الغير ممنهجة التي تُنفِّر المواطنين المحسوبين ظناً على الطرف الآخر أو تخوّنهم أو تجرّمهم مالم يظهر بالدليل القاطع خلاف ذلك ! لا شك اننا بذلك كله سنجد الجبهة الداخلية قد غدت أكثر وحدةً وتماسكاً وقوةً وإتساعاً بينما ستأخذ جبهة المؤيدين للعدوان من المغرر بهم بالتقلص والتناقص التدريجي إلى أن نجد لم يعد منهم إلا من ختم الله على قلوبهم وعقولهم وأبصارهم غشاوةً فهم لا يفقهون !

 

هكذا يا أخوتي بتهذيب سلوكياتنا والارتقاء بأخلاقياتنا نستطيع أن نقول أننا انتصرنا أخلاقياً وقيَميَاً، ومن ينتصر أخلاقياً وقيَميَاً فإنه حتماً من سينتصر عسكرياً ولو بعد حين !

 

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen

_____________________________

 

 

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.